سعيد عبد الرازق
استهدف النظام السوري نقطة مراقبة عسكرية تركية ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب في الوقت الذي أكدت فيه تركيا أنها ستحمي نقاط مراقبتها في المنطقة وأنها لن تغلق أو تسحب أياً من النقاط الاثنتي عشرة.
وقالت وكالة أنباء «الأناضول» التركية، أمس، إن قوات الجيش السوري فتحت النار على نقطة المراقبة الثامنة قرب خان شيخون وأفادت بعدم وقوع خسائر بشرية.
وجاء هذا الاستهداف بعد أيام قليلة من تعرض رتل عسكري تركي للقصف، يوم الاثنين الماضي، قالت وزارة الدفاع التركية إنه تسبب في مقتل 3 مدنيين، في أثناء تحرك الرتل باتجاه الجنوب نحو موقع مراقبة آخر.
وأقامت تركيا 12 موقع مراقبة في شمال غربي سوريا بموجب اتفاق مع روسيا وإيران في إطار مباحثات آستانة.
في الوقت ذاته، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أن جميع مواقع المراقبة التركية ستواصل عملها وسيستمر تقديم الدعم لها، وبينها نقطة المراقبة التاسعة في مورك، بعد تقدم قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي وحصارها من ناحية مدينة خان شيخون.
وأضاف، في تصريحات ليل الأربعاء – الخميس عقب اجتماع للحكومة برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، أن تركيا لن تغلق أو تنقل مكان نقطة المراقبة التاسعة في إدلب (نقطة مورك).
واتهم مسؤولٌ روسي أنقرة بمخالفة اتفاق سوتشي، بشأن المنطقة العازلة التي أُقيمت في إدلب للفصل بين قوات النظام والمعارضة، ودافع عن هجوم النظام السوري على إدلب واستهدافه رتلاً تركياً.
من جهته، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير شامانوف إن الخطوات الأخيرة التي قامت بها تركيا في منطقة إدلب تتعارض مع اتفاق سوتشي بين البلدين، لافتاً إلى أن هناك اختلافاً في وجهات النظر مع أنقرة في هذا الشأن، وأن موسكو حذّرت الجانب التركي مراراً من أن هذا الاختلاف سيؤدي عاجلاً أو آجلا إلى «تناقضات حقيقية».
وذكر كالين أن أنقرة ستستضيف قمة ثلاثية، في سبتمبر (أيلول) المقبل، بمشاركة روسيا وإيران، بشأن سوريا. وأشار كالين إلى أن إردوغان سيُجري اتصالين هاتفيين مع نظيريه الأميركي دونالد ترمب، والروسي فلاديمير بوتين حول الشأن السوري.
وقال: إننا «أبلغنا الجانب الروسي استياءنا من الهجمات على إدلب»، مشيراً إلى أنه يعتزم إجراء اتصال هاتفي مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، قبل الاتصالين المزمعين بين إردوغان والرئيسين الروسي والأميركي.
وتابع أن هناك لقاءً مرتقباً بين إردوغان وترمب، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل، نافياً وجود تاريخ محدد لزيارة مقرر أن يجريها ترمب لتركيا.
ولفت كالين إلى أن العمل مستمر على إنشاء مركز العمليات المشترك حول المنطقة الآمنة في شمال شرقي سوريا، وفق جدول زمني محدد سينفَّذ على 3 إلى 4 مراحل، تتعلق ببدء الدوريات المشتركة، والتخطيط العسكري الضروري لمواقع الانتشار على الأراضي السورية.
وأضاف أن الأعمال المتعلقة بإنشاء المنطقة الآمنة تسير في إطار الخطة الموضوعة و«سوف يبدأ تنفيذها على الأرض وبشكل ملموس خلال الأسابيع المقبلة، إلى جانب بدء دوريات مشتركة للقوات التركية والأميركية في منطقة شرق الفرات قريباً، ورصد المنطقة من قبل طائرات تركية من دون طيار».
وعن عمق المنطقة الآمنة، قال كالين إن «المفاوضات بشأن ذلك ما زالت مستمرة، لكن الإطار العام للخطة بات واضح المعالم».
وأشار إلى أن مساحة المنطقة الآمنة قد تبلغ 20 ميلاً، أي نحو 30 إلى 32 كيلومتراً، وربما يختلف عمقها في بعض المناطق تبعاً للظروف الجغرافية.
وجاء الإعلان عن تسيير دوريات مشتركة شرق الفرات، قريباً، في إطار تنفيذ الاتفاق مع الولايات المتحدة، الذي تم التوصل إليه في أنقرة في 7 أغسطس (آب) الجاري، على إنشاء مركز عمليات مشتركة لتنسيق إنشاء وإدارة المنطقة الآمنة.
وفي الإطار ذاته، قالت وزارة الدفاع التركية إن وزير الدفاع خلوصي أكار، اتفق مع نظيره الأميركي مارك إسبر، خلال اتصال هاتفي، على إطلاق المرحلة الأولى من الخطة المتعلقة بإنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا، اعتباراً من الليلة الماضية (قبل الماضية).
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان لها، إن أكار عبّر خلال الاتصال الهاتفي عن آرائه وتوقعاته حول المنطقة الآمنة شرق نهر الفرات شمال سوريا، مؤكداً ضرورة إنشائها في إطار الأسس المحددة في الجدول الزمني دون إضاعة الوقت.
وأضاف البيان أن الجانبين قررا عقد الوفدين العسكريين للبلدين لقاءً في أنقرة في أقرب وقت، لبحث المراحل المقبلة للخطة المتعلقة بإنشاء المنطقة الآمنة.
في سياق متصل، بدأ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، زيارة لبيروت أمس، قالت وزارة الخارجية التركية إنها تستهدف تطوير العلاقات بين البلدين.
وقالت مصادر دبلوماسية إنه سيتم أيضاً بحث الوضع في سوريا والتطورات في إدلب ومسألة اللاجئين.
المصدر: الشرق الاوسط