هبة محمد
تواصل موسكو ضغطها، وقصفها على إدلب ومحيطها في شمال غربي سوريا، وسط مواجهات عنيفة بين قوات النظام السوري والخاصة الروسية وميليشيات إيران الطائفية، من جهة وفصائل المعارضة المعتدلة والجهادية من جهة أخرى، حيث يسعى الروس إلى فتح الطرقات الدولية التي تربط حلب بدمشق واللاذقية، تطبيقاً لأهم بنود اتفاق «سوتشي».
ويجري الحديث عن لقاء مرتقب يجمع الرئيسين التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلاديمير بوتين، في موسكو، غداً، لبحث مجموعة ملفات سيتصدرها ملف إدلب، من دون التوقع أن يسفر الاجتماع عن وقف فوري لإطلاق النار، إذ يعزو خبراء ذلك إلى أن هجوم الروس والنظام يفترض انه سيقضم مزيداً من المساحات والبلدات، وخنق بقية المناطق الخارجة عن سلطة النظام السوري، ما يضع الفصائل و»هيئة تحرير الشام» تحت ضغوط شديدة.
ويتوقع خبراء أن يحمل اللقاء المقبل كثيراً من الدلالات حول حجم التوافق او الاختلاف التركي – الروسي، وذلك على ضوء الإصرار الروسي في فرض واقع جديد، وهندسة خريطة أخرى لمحافظة إدلب ومحطيها، تحقيقاً لتلك الاتفاقية، والسيطرة على الطرق الرئيسية «إم 5 و إم 4».
وبإسناد جوي وبري هستيري، تستأنف قوات النظام تنفذ هجومها على أرياف ادلب واللاذقية، مستهدفة المنطقة بمئات الضربات الصاروخية والمدفعية، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام قصفت جبل الأكراد بالتزامن مع استمرار الاشتباكات عنيفة شرق خان شيخون، حيث تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة على محور كبانة في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، بين الفصائل ومجموعات جهادية من جانب، وقوات النظام والمليشيات الموالية لها من جانب آخر، تترافق مع استمرار القصف البري والجوي بشكل مكثف وعنيف، في محاولة مستمرة من قبل قوات النظام للتقدم في المنطقة، ومعلومات عن مزيد من القتلى والجرحى بين طرفي القتال.
تزامنا، تتواصل الاشتباكات بين الطرفين على محور التمانعة جنوب إدلب، في حين ارتفع عدد الغارات التي شنتها طائرات النظام الحربية إلى 59 غارة، كما ارتفع إلى 47 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في جرجناز وكفرسجنة والتمانعة وتحتايا والتح والدير الشرقي وتلمنس بريف إدلب، ومحور كبانة، بينما ارتفع إلى 35 عدد الغارات التي نفذتها طائرات روسية على أماكن في جرجناز وكفرسجنة والتمانعة وتحتايا والتح والدير الشرقي وتلمنس والفقيع ومعرة الصين وأطراف حزارين، ومحور كبانة في جبل الأكراد، كما ارتفع عدد القذائف والصواريخ التي استهدفت قوات النظام خلالها مناطق ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، وجبال اللاذقية وريف حلب الجنوبي، إلى 620 قذيفة وصاروخاً.
وقال مصدر عسكري مطلع، ان حملة قصف عنيفة يشنها الطيران الحربي والمروحي للنظامين الروسي والسوري، على قرى وبلدات ريف معرة النعمان الشرقي، وذلك بموازة معارك طاحنة تدور ضد قوات النظام على محور كبينة بريف اللاذقية الشمالي فيما تحاول القوات المهاجمة التقدم بتمهيد من الطيران الحربي والمروحي.
الدفاع المدني السوري قال ان أكثر من 20 مدنياً قتلوا وجرحوا خلال الأربع وعشرين ساعة الفائتة، في ادلب وريفها، موثقاً مقتل مدنيين وإصابة 10 مدنيين آخرين بينهم 5 أطفال و4 نساء، نتيجة انفجار سيارة مفخخة في حي القصور في مدينة إدلب. كما أصيب 6 مدنيين بينهم طفلة في مدينة معرة النعمان، ورجل وطفل في الموزرة وطفل آخر في كفرعويد بجبل الزاوية جراء قصف الطيران الحربي التابع لنظام الأسد على تلك المناطق.
ويعتقد المعارض السياسي، سمير نشار ان التنسيق في اجتماع الزعيمين الروسي والتركي، المرتقب يوم غد، سيجري في موضوعين الأول الإسراع بتنفيذ اتفاق سوتشي والمحافظة على ادلب كمدينة آمنة.
وقال لـ «القدس العربي»، إن الحوار سيدور حول كيفية الإسراع بتنفيذ اتفاق سوتشي الموقع بين البلدين، بعد التأخير الناجم عن عدم قدرة تركيا إقناع الفصائل بتنفيذه، لأن الفصائل لمسوا ان تنفيذ اتفاق «سوتشي» يعني انتحاراً جماعياً وتسليم المناطق المحررة لقوات النظام والمليشيات الداعمة، وهذا الاتفاق كان يفترض تنفيذه منذ نهاية العام الماضي، لذلك تقوم روسيا بتنفيذه مع ضمان صمت تركي.
الأمر الآخر بتقدير المتحدث، هو محاولة الحفاظ على ادلب كمدينة آمنة لضمان عدم نزوح مئات الآلاف للحدود التركية. وعبّر عن توقعه بتدخل تركي قريب شمال سوريا، قائلاً «لست واثقاً ما إذا سيجري نقاش موضوع تدخل تركي في منطقة تل رفعت لطرد ميليشيات «ب ي د» منها ووصل منطقة درع الفرات بغصن الزيتون بحيث يصبح الشريط الحدودي الأمني مؤمناً غرب نهر الفرات ويبقى العمل على الشريط الحدودي شرق الفرات مع الولايات المتحدة، وبذلك تبدد تركيا هواجسها الأمنية وتحقق اولوية للامن القومي التركي، اما مصير ثورة السوريين وملايينهم في ادلب فقضية أخرى، ليست موضع اهتمام إقليمي أو دولي.
المصدر: القدس العربي