عقب سلسلة هجمات استهدفت مقرات للحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان اتهمت فيها إسرائيل مؤخرا، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أن الهجومين الإسرائيليين في الأراضي اللبنانية بمثابة “إعلان حرب”، من جانبها صنفت الرئاسات الثلاث في العراق الهجمات على الحشد الشعبي بالعمل العدائي، وقالت إنها ستتخذ كافة الإجراءات لردع الاعتداءات على البلد.
وأثناء استقباله المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، قال الرئيس اللبناني إن الاعتداءين الإسرائيليين على الضاحية الجنوبية لبيروت ومقر “الجبهة الشعبية-القيادة العامة” في منطقة البقاع عند الحدود اللبنانية السورية، هما بمثابة إعلان حرب يتيح للبنان اللجوء إلى حقه في الدفاع عن أراضيه وسيادته.
ودعا عون، بعد تشاوره مع رئيس الحكومة سعد الحريري، إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للدفاع، لبحث تداعيات الهجومين.
من جانبه قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري -خلال لقائه سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن- إن إسرائيل خرقت السيادة اللبنانية والقرار رقم 1701، من خلال اعتداءاتها الأخيرة على لبنان.
وأضاف الحريري أن إسرائيل استهدفت منطقة مدنية مأهولة دون أي اعتبار للقانون الدولي، وقال إن الحكومة اللبنانية تعتبر أن المصلحة العامة تقتضي تفادي أي انزلاق للوضع نحو تصعيد خطير، لكنه شدد على أن ذلك يحتاج إلى إثبات المجتمع الدولي رفضه للخرق الإسرائيلي الفاضح.
وأبلغ الحريري سفراء الدول الخمس أن لبنان سيتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي، داعيا دولهم إلى المحافظة على الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة، وأشار إلى أن أي تصعيد قد يتطور إلى دورة عنف إقليمية، وفق تعبيره.
وتحطمت طائرتان مسيرتان في وقت مبكر الأحد في الضاحية الجنوبية ببيروت التي يهيمن عليها حزب الله، وهو ما دفع الحزب لتحذير جنود إسرائيليين على الحدود من رد، في المقابل قال الجيش الإسرائيلي إن قيادته الشمالية في حالة تأهب قصوى على الحدود مع سوريا ولبنان.
وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن هجوم الضاحية الجنوبية، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إنه كان أول هجوم إسرائيلي داخل لبنان منذ الحرب التي خاضها الطرفان عام 2006 واستمرت شهرا.
وبعدها بساعات قليلة، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة إن طائرات إسرائيلية مسيرة شنت هجوما على موقع عسكري تابع لها في سهل البقاع قبل فجر الاثنين.
هجمات على الحشد
وفي العراق، وصفت الرئاسات الثلاث الهجمات على الحشد الشعبي بالعمل العدائي، وقالت إنها ستتخذ كافة الإجراءات لردع الاعتداءات على البلد.
وذكر بيان لرئاسة الجمهورية أن اجتماعا ضم رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوس، ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، وعددا من قياداته، جرى خلاله تأكيد أن العراق سيتخذ من خلال الحكومة وعبر جميع القنوات الفاعلة والمنظمات الدولية والإقليمية كافة الإجراءات التي من شأنها ردع المعتدين والدفاع عن العراق وأمنه وسيادته على أراضيه.
وأوضحت الرئاسات الثلاث والقوى السياسية في العراق أنها اطلعت على بيان حكومي قدمه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بشأن التفجيرات الأخيرة التي طالت مقرات الحشد الشعبي، وتبين أن المؤشرات المتوفرة تشير إلى تورط جهات خارجية وفق وصف البيان.
ودعت القوى السياسية الحكومة إلى العمل من أجل “اتخاذ الإجراءات المطلوبة وإلى متابعة الاتفاقيات والتفاهمات مع التحالف الدولي بما يساعد على الإيفاء بالتزاماته تجاه سيادة العراق واستقلاله وأمنه وسلامته.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحّاف الاثنين إن بلاده ستتخذ كافة الإجراءات الدبلوماسية والقانونية من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ومن خلال التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة للتصدي لأي عمل يخرق سيادة العراق وسلامة أراضيه.
وألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال وجوده في كييف الأسبوع الماضي إلى دور لتل أبيب في استهداف مقرات الحشد الشعبي، قائلا إن “إيران ليست لديها حصانة في أي مكان”، مضيفا “نحن نتحرك ضدها متى كان ذلك ضروريا”.
حسين أمير عبد اللهيان: الإسرائيليون سیدفعون ثمنا باهظا لهجماتهم علی لبنان وسوریا والعراق (الصحافة الإيرانية)
حسين أمير عبد اللهيان: الإسرائيليون سیدفعون ثمنا باهظا لهجماتهم علی لبنان وسوریا والعراق (الصحافة الإيرانية)
رد إيراني
وفي السياق، قال حسين أمير عبد اللهيان كبير مساعدي رئيس البرلمان الإيراني إن اعتداءات تل أبیب علی بیروت کانت خطأ کبیرا في حسابات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنیاهو.
وأضاف عبد اللهيان في تغريدة له على تويتر أن من المتوقع أن یکون الرد على الاعتداءات الإسرائيلية ردا صادما و مزلزلا.
وشدد على أن الإسرائيليين سیدفعون ثمنا باهظا لهجماتهم علی لبنان وسوریا والعراق، على حد تعبيره.
وأكد كبير مساعدي رئيس البرلمان الإيراني أن المعادلات سوف تتغیر، وأن الحفاظ علی الأمن في المنطقة خط أحمر.
المصدر: الجزيرة نت