وضعت الأجهزة الأمنية في تل أبيب علامة على صورة للجنرال الإيراني، جواد غفاري، بدعوى أنه أقوى شخصية عسكرية إيرانية في سوريا، وإنه كان ولا يزال يخضع للقيادة المباشرة لقائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني. وقالت في معلومات مسربة للإعلام، إن هذا الجنرال هو المسؤول عن مخطط إرسال طائرات مُسيّرة مفخخة من سوريا، إلى إسرائيل.
وجاء في تقرير نقلته وسائل الإعلام العبرية عن هذه الأجهزة الأمنية، أن «غفاري هو أحد المحاربين القدامى الذين شاركوا في الحرب الإيرانية العراقية»، واعتبرته «أحد كبار القادة في (فيلق القدس)، المعروف كوحدة قتالية سرية مختارة للحرس الثوري الإيراني وينشط في جميع أنحاء العالم». وأوضح التقرير أن غفاري يعمل حاليا قائدا للقوات الإيرانية في سوريا ويتولى قيادة مشروع تعزيز الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية. وأضاف أن «غفاري يقود عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة من قوميات وجنسيات مختلفة في أرجاء سوريا، وبضمن ذلك (حزب الله) اللبناني». وأشار إلى أنه أشرف بنفسه على تجنيد العناصر التي أنيط بها تنفيذ العمليتين الانتحاريتين بطائرات مُسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، والتي قالت إسرائيل إن القصف الأخير قرب دمشق هو الذي أجهض الخطة.
وكان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قد كشف أن «القائدين في (حزب الله)، حسن يوسف زبيب وياسر أحمد ضاهر، اللذين تم اغتيالهما بالإضافة إلى عنصرين إضافيين، أجروا دورة تدريبية على تشغيل طائرات مُسيّرة في إيران». وحسب التقرير المذكور فإن العملية كانت عبارة عن محاولة فيلق القدس شن هجوم بعدد من الطائرات المسيرة الصغيرة والمفخخة من بلدة عرنة التابعة لمحافظة ريف دمشق والقريبة من المناطق الحدودية، وذلك انتقاما من إسرائيل على قصفها المواقع الإيرانية في العراق، في الشهر الأخير. وكان يفترض أن يتم إرسال الطائرتين المسيرتين ليلة الخميس الجمعة 22 أغسطس (آب) الحالي، حيث يتبعهما هجوم آخر بعد يومين.
يشار إلى أن مصادر أخرى كانت قد ذكرت في الماضي أن غفاري قاد في سنة 2016 ميليشيات يقدر عددها بنحو سبعة آلاف مقاتل، شاركت في فرض الحصار على مدينة حلب السورية. وفي شهر أبريل (نيسان) من سنة 2018، ذكرت مواقع للمعارضة السورية أن «غفاري يقوم بنقل وتوزيع عناصر الميليشيات الموالية لإيران القادمة من دول المنطقة، خصوصا العراق ولبنان، بالإضافة إلى أفغانستان، حيث يقوم بتنفيذ مخطط الحرس بإنشاء طريق بري رابط بين طهران وبيروت».
وفي السياق، أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، إطلاق صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة الفارسية. وقال: «لقد اتخذنا القرار قبل بضعة أشهر، ولكن لا شك أن هذه فرصة جيدة لإطلاق الحسابات وأيضا لإخبار الإيرانيين بالفارسية قليلاً عما يفعله قاسم سليماني في سوريا ولبنان وغزة بأموالهم».
وكان الجيش الإسرائيلي، قد قال في بيان صدر عنه ليل السبت – الأحد، إن مقاتلات إسرائيلية «أغارت على عدد من الأهداف في قرية عقربا جنوب شرقي دمشق». وأضاف أنه أحبط عملية خطط لتنفيذها «فيلق القدس» الإيراني وميليشيات شيعية ضد أهداف إسرائيلية من سوريا. وقال نتنياهو، في تغريدة عبر «تويتر»: «أحبطنا هجوما من جانب فيلق القدس والميليشيات. إيران ليس لها حصانة في أي مكان. وقواتنا تعمل في كل اتجاه ضد العدوان الإيراني».
المصدر: الشرق الاوسط