فايز الحلاق
ثلوجٌ على براعم الكرزْ
وبعضٌ من الأرضِ أبيضٌ
وبعضٌ منَ الأرضِ أحمرٌ
والعصافيرُ التي في معاصمها
سوارٌ من خَرَزْ
تساقطَ عنها الريشُ والزغبْ
ولا دثارَ لا حطبْ
يصدُّ اعتداءَ
هبوبَ السمومِ
ليسَ إلا الصخورُ والعدمْ
أو ذراعُ أمٍ سقفُ بيتها انهدمْ
* * *
سافرَ دفءُ الشّمسِ في مركبِ الخريفِ
وأوراقُ الحورِ ماتَتْ على الرصيفِ
تبكي حظَّها
لأنَّها تأخرتْ
عن موعِدِ السفر
شقائقُ النعمانِ أشرقتْ
تحملُ الرغيفَ
تزدانُ بالحجرْ
ولم نزلْ نحنُ في الشِّتاءِ
نخاطبُ السماءَ
أَن أمطري يا سماءُ
أمير المؤمنينَ لم يزرعِ البذورَ
وأرضُهُ يبابٌ
تزيّنتْ بالصبارِ والبلانِ والضجرْ
* * *
نصائحٌ تدورُ
أوامرٌ أتتْ مُعَلَّبَهْ
وأنيابُ غولةٍ تزور
تقول: إن التنورَ لنْ يَفورْ
قلِّدِ النجومَ للأرانبِ
والوسامَ للبقرْ
واهجر الباز والشاهينَ
والضرغامَ والقدرْ!
حاذرْ ثم حاذرْ ثمّ َحاذرْ…!
نقلَ عطرٍ من جذور البراعمِ
هذا زمانُ زهرٍ بلا أريجٍ،
ضاعَ الربيعُ بالضجيجِ
خدِّرْ فحولَ القطيعِ!
واربطْ رغيفَ الخبزِ بالسلاسلِ
والتلفازَ بالرعبِ
بالغناءِ بالرقصِ والمجونِ
* * *
يا صاحب التاج العظيم…!
قمْ ونادِ للسلامِ
باركِ السكينَ في اللحمِ
والساطورَ في العظامِ
أيها الولد المطيع
هُمْ توَّجوكَ بالوسام
كي تكونَ منقذاً
تيساً على رأسِ القطيعِ
قمْ وانشرِ الإسلامَ داعيةْ
واتّخذ هدايةَ القرامطةْ
قمْ وجمِّعْ كلَّ قطعانِ العربْ
وامنحْ هداياكَ الذهبْ
أَنِّبِ العقولَ
وكافئِ المجونْ
لا تنكِّسْ على الرَّأسِ العقالَ
جهلُكَ الأعمى بطولهْ
والنَّومُ كلُّه بطولهْ
والرقص بالسيف
مع الأشرار بطولهْ
والمالُ عندكَ للفحولهْ
أيُّها الفحلُ المحترمْ!
أراكَ بالزيتِ مثلَ ماردٍ
وخارجَ الزيتِ أنتَ القزمْ
ريحُ العفونَةِ فائحٌ من لحيةٍ إلى القدمْ
بفضلكُمْ!
لقد انهزمنا في كلِّ شيءٍ
وفزنا في عريِ النِساء
وفزنا في خلاعَةِ الغناءِ
وانتصرنا في كرةِ القدمْ