محمد شيخ يوسف
عبد الله كدو، عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض، ممثل المجلس الوطني الكردي:
– الانتخابات محكوم عليها بالفشل سلفا وحتى أصدقاءنا الأوروبيين والأمريكان يعرفون هذه القضية
– نرفض الانتخابات وبالتأكيد ستكون النتيجة واضحة وهي شبيهة جدا بانتخابات نظام بشار الأسد
– المواطن لا يحصل على الخبز وأسطوانات الغاز إلا بعد تعهده بالمشاركة في الانتخابات
وصف عبد الله كدو، عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض، استعداد تنظيم “بي كي كي/بي واي دي” الإرهابي لإجراء ما يسمى “انتخابات محلية” شمال شرق البلاد بأنها غير مشروعة وغير مدعومة شعبيا.
جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول في إسطنبول مع كدو الذي يمثل المجلس الوطني الكردي بالائتلاف السوري، للتعليق على الانتخابات المحلية التي ينوي تنظيم “بي كي كي/بي واي دي” الإرهابي تنظيمها، وموقف المجلس الكردي المقاطع لها.
ويستعد تنظيم “واي بي جي (الجناح المسلح لبي واي دي)/ بي كي كي” الإرهابي لتنظيم “انتخابات” في 11 يونيو/حزيران الجاري بمناطق شرق نهر الفرات التي يحتلها شمال وشمال شرق سوريا، وتشمل أجزاء من محافظات الحسكة والرقة وحلب ودير الزور.
وأفاد كدو في حديثه أن “إدارة بي واي دي تسعى للحصول على الشرعية نظرا لأنها تحكم بشكل فردي، ولا تقبل مشاركة مكونات المجتمع في المنطقة لا من الكرد ولا من العرب ولا من السريان، باستثناء من ينتمون إلى المنظومة (بي واي دي، وبي كي كي)”.
ولفت إلى أن “الانتخابات محكوم عليها بالفشل سلفا، وحتى أصدقاؤنا الأوروبيين والأمريكان يعرفون هذه القضية”.
لا دعم شعبي
وفيما يتعلق بالدعم الشعبي، أضاف: “ليس منذ فترة بعيدة تم حرق مكاتب المجلس الوطني الكردي واعتقال واختطاف كثير من الإعلاميين وخاصة المنتسبين للمجلس الذي هو جزء من المعارضة الوطنية السورية، وملاحقة واختطاف أطفال من الفرق الموسيقية والمسرحية، وغيرهم من الشخصيات ومن النخب غير الموالية للمنظومة”.
وأوضح قائلا: “الآن المظاهرات والاعتصامات والرفض على قدم وساق، ويتم اعتقال الفلاحين في ظل هذه الأجواء”.
وتساءل مستنكرا: “أي دعم للانتخابات برأيكم سيكون؟ لا أجد أي دعم للانتخابات لدرجة أنني كتبت: الخبز والغاز مقابل الانتخابات”.
وأفاد بأن المواطن لا يحصل على الخبز وأسطوانات غاز الطهي إلا بعد استلامه بطاقة انتخابية، وبعد تعهده بالمشاركة في الانتخابات.
وتابع المعارض السوري مستهجنا: “هذه هي الديمقراطية التي يدّعونها، أعتقد أن هناك إرغام (على المشاركة)”.
موقف المجلس الكردي
وعن موقف المجلس الكردي مما يجري قال كدو: “لا نعترف بالإدارة الذاتية (للتنظيم)، كوادر وأعضاء المجلس رفضوا الاعتراف بتلك الإدارة حتى أمام محاكمها، وبالتالي طالما لا نعترف بها بالتأكيد لا نعترف بانتخاباتهم”.
وأكد أن “السبب الأساسي للفشل أن بي واي دي لا يريد إشراك أحد، وطبعا المجلس الوطني الكردي رافض إلا أن يكون شريكا حقيقيا في صناعة القرار، ثم إشراك جميع مكونات الشعب السوري من العرب والسريان وغيرهم من المكونات السورية الموجودة في المنطقة”.
وحول أسباب مقاطعة الانتخابات قال: “أسباب المقاطعة لأن هذه الانتخابات لحزب واحد فقط، وسلطته لا تمثلنا، ولا نعترف بها، فمن غير المعقول أن نعطيهم شرعية ونحن خارج صناعة القرار”.
وأكمل: “بالتأكيد نرفض الانتخابات ونرفض الاعتراف بصانع هذه الانتخابات والمشرف عليها، وهذه الانتخابات بالتأكيد ستكون النتيجة واضحة وهي شبيهة جدا بانتخابات النظام (السوري)، وبالتالي لا نعطيهم هذه الشرعية مجانا”.
وحول ممارسات الحزب في المنطقة واستهداف المكونات قال: “كل المكونات متضررة، الفلاحين والفقراء والمتضررين سياسيا وماليا، وحتى في مجال التعليم يرغمون الناس على منهاج محدد”.
وأردف: “الأمم المتحدة ودول العالم لا تعترف بهذه الشهادات، يرغمون الناس على التجنيد الإلزامي، وهناك خطف للأطفال”.
وأكمل مشددا: “يعني بصراحة جميع الناس متضررون، وأؤكد أن المكون الكردي هو المتضرر الأكبر”.
وحدة سوريا
وحول تأثير الانتخابات على الحل السياسي في سوريا أفاد: “أعتقد أن سلطات الأمر الواقع طارئة وعابرة، والشعب السوري سيلفظ جميع هذه السلطات التي لا تنطلق من الأرضية الوطنية السورية الجامعة”.
وأكمل: “نحن نعلن كمجلس وطني كردي هدفنا الحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا ضمن الخصوصية للكرد وللسريان وللتركمان وللعرب ولكل المكونات، وبالتالي لا خوف على وحدة سوريا”.
وشدد قائلا: “(مؤتمر) جنيف 2012 وملحقاته وخاصة القرارات الأممية 2254، و2118 هي القرارات الاساسية التي اُجمع عليها لوضع حل للوضع السوري عبر هيئة الحكم الانتقالي والانتخابات والدستور، هذا هو الحل الرئيسي والأساسي للمعضلة السورية”.
وختم بالقول: “هناك استفراد وتهميش لكل المكونات، وهناك حالة انتهاك واضطهاد للمجلس الوطني الكردي بشكل خاص”.
وكانت تركيا أكدت في 29 أيار/مايو المنصرم أنها لن تسمح بفرض أمر واقع يهدد أمنها القومي وينتهك وحدة أراضي سوريا، وأن التنظيم الإرهابي يسعى إلى إضفاء الشرعية لنفسه بتشجيع ودعم من أطراف أخرى.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 30 من ذات الشهر أن أنقرة “لن تسمح أبدا للتنظيم الانفصالي (بي كي كي) بإنشاء دويلة إرهاب في الجانب الآخر من حدودها الجنوبية شمال سوريا والعراق”.
وأضاف: “عندما يتعلق الأمر بوحدة أراضي بلادنا وأمن شعبنا فإننا لا نستمع لأحد ولا نخضع لأي تهديدات”.
وأكد أن تركيا تتابع عن كثب ممارسات تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي” الإرهابي ضد سلامة الأراضي التركية والسورية.
المصدر: وكالة الاناضول