نائلة الامام
رجعيةٌ جداً أنا، وكما ترى
ما زلتُ أسقي من دمي وردَ الحياءْ
مِن قاصراتِ الطَّرْفِ لا يخضعنَ
بالأقوالِ، إنْ عَزَّ الوفاءْ
مِنْ حافِظاتِ الغيبِ، هل تتصوَّرُ؟!!
فاضحَكْ بسرِّكَ من ظلامي والغباءْ
………………….
رجعيةٌ جدَّاً
وشِعْرِي يا لَهُ مِنْ عاشقٍ
يبكي على طَلَلِ المحنْ
يحدو القوافي للشهادةِ
يسـتجيرُ ولا يُجـارْ
يسـتحضرُ الأرواحَ
يسـتوحي الرِّمَمْ
ويحدِّثُ الأشباحَ في هذيانِهِ
عن أُمَّةٍ كانتْ لهُ خيرَ الأممْ
……………………..
يا أيُّها الباكي على طَلَلِ الزمنْ
قد أعلنوا موتَ الإلـهْ
فتعبَّدِ الشهواتِ، ولْتجهرْ بها
واهجرْ قِفَارَكَ والدِّمَنْ
ازحف إلى روض السلامْ
وانسَ العداوةَ والإِحَنْ
…………………..
سَلفِيَّةٌ جدَّاً أنا
من غيرِ جِلبابٍ تدلىَّ أو غطاءْ
أمشي علـى الأرَضينَ هَوْنـاً
أشرئبُّ إلى السماءْ
ما باركتني شمسُ يومٍ
لم تزدْني من فواضِلِهِ غَناءْ
………………
شرقيَّةٌ جدَّاً أنا
يسري التخلُّفُ في عروقي كالدماءْ
فلا أمكِّنُ زائري
من صحنِ خدي
أو أضمُّ الأصدقاءْ
الخُلْقُ بعضُ مساوئِي، ما دَعَّـني
أبٌ له، ولا تكلَّفتُ العَناءْ
……………………….
البيتُ مملكتي، وفيضُ أُمومَتي
لرضيعهِ
لعليلـهِ
ولربِّـهِ حـتى يؤوبْ
وأحفظُ الحُرمـاتِ في غيبَاتِهِ
وأكلِّمُ الأغرابَ من خلفِ الحجابْ
لا يعرفُ المالُ الحرامُ خِزانَتي
كلُّ الذي فوقَ الترابِ
بناظِري دونَ التراب
………………………..
ما زلتُ في عصرِ الفضاءْ
أَمَةً لزوجي، وهو عبدي رحمةً
فلْتنتفِضْ غضباً نِفاياتُ التغرُّبِ
في دكاكينِ النساءْ
ولْتنتحِرْ مِن يأسِها كَمَداً
طواحين الهواء
………………………………….
عذراً أيا عصرَ الفضـاءْ
لي لَوثَتي وتخلُّفِـي
ولكَ الجواري كاسياتٍ عارياتْ
حُورٌ كواشِفُ عن نحُورٍ
عن خصورٍ عن سُرَرْ
أرأيتَ هل يخفى القمـرْ؟!
ولىَّ زمانُ الرِّقِّ طُوبى للحريمْ
وتحرَّرَتْ هـذي الخُـصورْ
من إِرْثِ ماضيها الظـليمْ
ممـا تهرَّأَ مـن قشورْ
وتَلُفُّ في سَفَهٍ تـدورْ
………………………..
قد جدِّعَـتْ شُـمُّ الأنوف
وسرِّحَتْ هذي الشـعورْ
وفـاحَ شـلاّلُ العـبيرْ
وتوثّبتْ من ثغرِها هذي الشفاهْ
من كبْتِ حالكةِ الدهـورْ……
ولىّ زمانُ الرق طوبى للعبيدْ
وتشابهتْ منا الحرائرُ والإماءْ
وجهُ الحضارةِ والدعارةِ
والتجارةِ والبغاءْ
سـلعٌ تروِّجُ للسـلعْ
في مهرجانٍ للتخلفِ والخُواءْ