محمد سعدو
بالعودة إلى أحداث ومظاهرات العراق وربيع بلاد الرافدين الذي تفتحت زهوره من جديد بعد أن خرجت في الفلوجة والرمادي وأُخمدت بقوة، بسبب ظهور داعش فيما بعد. وهو ما أثر على المشهد وأضعف الحراك الشعبي الحر ليعود الآن مع هذا الكرنفال الثوري العراقي السلمي الجميل لحرق أعلام بلاد الفرس والمجوس، وإيصال رسالة بأنهم الفيروس الخسيس الذي يلعب بمقدرات هذا البلد، بل بمصير ومقدرات وواقع ومستقبل الوطن العربي بأكمله، لما يحمل جوانيته من مشروع حاقد على العرب والعروبة، وهو ما يجب علينا استئصاله من جذوره.
في ظل كل هذه الأخبار ترى البعض من أهل الكلام الرقيق والرائحة العطرة ، نجدهم يؤيدون الحراك العراقي ويشتمون ايران يمينًا وشمالًا ويلعنون أعلام الفرس، وهم أنفسهم كانوا قبل ذلك يغازلون إيران من تحت الطاولة، ومن وراء الستار، وإن لم تكن مغازلة فكانت نوعًا من النأي بالنفس عن أي سباب أو إهانة تتعلق (بالدولة الاسلامية الايرانية الشقيقة) التي حدثني أحد هؤلاء مرة أنهم هم مسلمون وينتمون لنا ويحبوننا ولا يضمرون لنا الشر على حد زعمه.
بالرغم من كل ما فعلوا في الأرض السورية والاحتلال الغاشم الذي سيطر على دمشق بأكملها وحولها إلى محافظة من محافظات ملالي طهران.
وهذا يثبت تورطهم مع طهران، فمن حماس وغيرها أيضًا (مع الاحترام الشديد) لهم ولكل ما يقدمون من تضحيات في الدفاع عن فلسطين.. فهم للأسف غارقين معهم أيضًا لاعتبارات عديدة ولمصالح تربطهم بدعم مفتوح من نظام الملالي. عبر سياسة فارسية إيرانية عرفت كيف تدير المسألة وتضع الفصائل الفلسطينية التي تدافع عن قضيتها بصدق تحت إبطها لتظهر بمظهر الدولة الداعمة لكل من يحارب الكيان الصهيوني، التي أوهمت به هؤلاء ومن على شاكلتهم أنهم يهددون اسرائيل بشكل أو بآخر.
على اعتبار أن طريق تحرير القدس يبدأ من حماة وإدلب ومن قتل الشعب السوري. وهنا وبمناسبة ثورة الشعب العراقي فإني أتحداهم وأتحدى كل من هو غارق في الحضن الايراني سواء في العلن أو في الخفاء، أن يصدر بيانًا أو حتى أي تصريح يؤيد أحداث العراق من مكاتبهم الرسمية ومن معاقلهم. وهذا لن يستطيعوا فعله بالطبع ولن يحصل بالتأكيد وأبدًا..
وفي النهاية الكل يهمه حال العراق العظيم وكل إنسان عربي شريف صادق ينتمي إلى هذه الأمة العظيمة سواء انسلخ عنهم أو ما يزال جزءً منهم يحارب برايتهم، لابد أن بغداد تعني لنا ولهم الكثير. وهنا لا أعمم ولكن يوجد من بينهم أناس يرفضون أفعال مرشديهم وقاداتهم ويعبرون بكل أمانة عن دواخلهم وضميرهم، ضد هذا المشروع المجوسي الذي نرفضه قطعًا ونلفظه تمامًا بكافة ألواننا السياسية وانتماءاتنا، لما يشكل من خطر على الوجود العربي والأمة مثله كمثل الكيان الصهيوني العدو الدائم لشعبنا ولأمتنا.
حما الله بلاد أبي جعفر المنصور أرض بابل العظيمة، وأكرم أهلهم بانتصار ثورتهم الثانية على أنجاس أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي، ولا يمكننا أن نرى أو نتصور العراق الحبيب إلا عراقًا عظيمًا شامخًا عزيزًا في وجه إيران وملحقاتها ليكون أبا عدي صقر العرب مرتاحًا في قبره مسرورًا لثأر طال انتظاره، من بقايا (كسرى أنو شروان) وجيشه الملعون. والأحواز بلاد العرب الشرقية ليست بمنأى عن الوضع الذي نتمنى أيضًا أن تنال حريتها واستقلالها منهم، يرونه بعيدًا ونراه قريبًا. وليس ذلك على الله بعزيز.