خاص _ مصير
حوار في العمق مع المعارض السوري والكاتب محمد عمر كرداس، عن اللجنة الدستورية، التي تابعت اجتماعاتها في جنيف، ومآلاتها ضمن الواقع الآني، ومن ثم كيف تستقيم تواصلاً عبر الاجتماعات مع النظام، في وقت تتابع فيه آلة القتل الهمجية الأسدية والروسية القصف على المدنيين في ريف ادلب، وسط صمت مريب من العالم أجمع. مصير سألت السيد كرداس:
- كيف ترى مآلات عمل اللجنة الدستورية. وهل سينتج عنها ما هو مفيد للواقع السوري؟
فقال ” لا أتصور أن هناك نتائج مفيدة للشعب السوري، فإقراره لن يعيد اللاجئين والنازحين، أو أن يخرج المعتقلين، وينهي حمل السلاح واستخدامه ضد الشعب السوري، إن تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2254 يتطلب أولًا عملية سياسية وهيئة حكم، هي التي تمهد لدستور جديد وغيره، ولكن الذي جرى هو قلب بنود القرار بشكل لن يخدم خروج سورية مما هي فيه.”
– وهل ترى من منطق أن يستمر المفاوض المعارض في اللجنة الدستورية، اجتماعًا مع عناصر النظام بينما نشهد هذا القصف الهمجي على ادلب.؟ فأجاب قائلاً:
” إن استمرار عمل هذه اللجنة تحت كل ظروف العنف من قصف وتهجير واعتقال وظروف معيشية لجميع السوريين، يُفقد عمل هذه اللجنة أي إيجابية، وأي قانونية، فوضع دستور جديد يتطلب مناخًا ايجابيًا من الجميع، وأن تتوفر شروط ليست متوفرة الآن من استقلال وطني ووحدة الأراضي، وإرادة حرة ليست موجودة الآن عند كل الأطراف.”
– وإلى أين يمكن أن تتحدد آليات جدية اقليمية ضاغطة على النظام، وصولًا الى الانتقال السلمي للسلطة أو العملية السياسية برمتها؟ وأجاب:
” ليس عناك نية من المجتمع الدولي بالضغط على أي طرف، ولو كان هناك اليات ضغط كنا لمسنا نتائجها من زمن طويل. الذي يجري هو أجندات إقليمية ودولية تتصارع على الأرض السورية، ويدفع الشعب السوري الثمن وسيبقى يدفع الثمن، ولن يكون هناك انتصار لاي طرف لان ذلك غير مسموح لا اقليميًا ولا دوليًا.”
- وكيف تنظر إلى واقع ثورتي العراق ولبنان، ومدى ارتباطهما وعلاقتهما ببنية وماهية الثورة السورية.؟ حيث أكد السيد كرداس بقوله:
” إن ما يجري في المنطقة من الجزائر إلى السودان إلى لبنان والعراق يثبت حقيقة واضحة بأن الوطن العربي يواجه واقعًا مأساويًا تحت سلطات متسلطة وناهبة، وأن الثورات والانتفاضات ستستمر هنا، أو هناك حتى تتخلص شعوبنا من سلطات ناهبة وجائرة وتابعة للخارج. ما يجري في لبنان والعراق تحديدًا هو دعم للشعب السوري الباحث عن الحرية والعدالة والعيش الكريم، ومهما طال الظلم ومهما طال الزمن، فإن إرادة الشعوب ستنتصر.”