أحمد مظهر سعدو
صدرت مؤخرًا مجموعة قصصية عن دار ميسلون للطباعة والنشر والتوزيع، للكاتب التركي (صادق يالسيز أوتشانلار) وترجمة هلا علوش، والتي جاءت ضمن 226 صفحة من القطع المتوسط. المجموعة تمت عنونتها باسم (وجه)، هكذا اختار عنوانها الكاتب والأديب التركي، وهكذا جال بقصصه عبر الوجوه المتألقة تارة، والشاحبة اليائسة تارة أخرى.
من وجه أمه، إلى الصورة الباطنية للوجه، إلى وجه المرأة القبيحة، إلى وجه الحلم، ومن ثم وجه نيسان، إلى وجه الصحفي الشاب العاطل عن العمل، ووجه الحبيب، وصولًا إلى وجه السمكة. يبحر الأديب في عبر سردياته في عوالم شتى تحاكي الألم والمعاناة في الواقع المجتمعي.
وهكذا حاول صادق أن يدخل جوانية المعطى المجتمعي التركي، بكل تلاوينه، الصوفية حينًا، والمناقض لذلك أحيانًا أخرى، المنتقد للظلم الإنساني والسياسي، وأيضًا عبر الفرح المعمم في متاهات أخرى.
من يقرأ (وجه) يجد نفسه ضمن أتون المجتمع التركي المتعدد، والطامح نحو التغيير دائمًا، والمتناثر فكرًا فواحًا، ينثر عبيره على الناس أجمعين.
ويلاقح العلاقة الحوارية بين الرجل والمرأة، يرصد بمبضع الجراح، كل تلاوين المعاناة القهرية للمرأة ضمن واقع مجتمعي لا ضير أنه ينتح من معين، سياقات مجتمعية، تشابكت، وتعاركت حتى إنها كوقع الصياصي في النسيج الممدد.
صادق يالسيز اوتانلار قاص متمكن تنقل بين عدد من الفنون الأدبية والبحث والرواية والسيناريو وقد أسهم عمله النظري الذي يحمل عنوان (سينما الأحلام) بإغناء الفكر السينمائي وقد ترجمت بعض أعماله إلى لغات عدة، منها اللغة العربية، إلا أن عمله القصصي الذي بين أيدينا، امتلك ناصية الأدب الذي يسمو نحو العلا، ويجابه عملية الاشتغال بالأدب بروح مفعمة بالحب والابداع.
المصدر: صحيفة إشراق