علي محمد شريف
كان ثقيلا ً
أمسُ الفائت منذ قليل ٍ
أكملت العقد الرابع ْ
ومضيت إليك ِ
دون شموع ٍ أو كعكة ميلاد ْ
لم ألق َيديك على نافذة الغرفة ِ
في الدور الرابعْ
باردة ً كانت أضواء الفندق ِ
عارية ً عشتارْ
والساحة متربة الوجه ِ
دخانٌ يترامى حول الليلِ
ليغرز في عينيك نذورا ً خائبة ً
وجيادا ً عاثرة ً ..
ودمارْ
كان مضاءً ليلٌـكِ بالحنّاء ِ
وكنت تلمّين التمر الساقط عن جسد الأطفال
وعن أثداء ٍ ماجدة ٍ
وعراق ٍ يتناسل في الأعراقْ
لكنّي لم ألق يديك على كتفيّ
فخلتك ساجدة ً في حضرة موسى الكاظم ِ
أو عند مقام ِالجيلاني
كنتُ بغير وضوء ٍ ..
فرجعت لأشرب نخبك في القاهرة ِ
وأطفئ لهبا ً أزرق في عمّان ْ
حيّاني البحر الميّت
ورجتني الحانات المقفرة ُ الصفح َ
فأظلم جلدي
وانتزعت أظفاري خفـّة أهل العزم ِ
وملتُ إلى أندلس ِ الكلمات ْ
قبل قليل ٍ
عادت مئذنة الحيِّ إلى الحيِّ القيّوم ِ
تمطـىّ الإسفلتُ
وضجّ هواء الشارع بالعجلاتْ
قبل قليل ٍ
أعلنت العصيانَ القبليّ
طويت المشهد َ في بغداد َ
وناديت عليك ِ طويلا ً
غامت صورتك الأولى
حطّت عشتارُ على سارية الوهم ِ لبعض الوقت ِ
وغابتْ ..
كي تبدو بغداد ْ
لم أنسَ العيد َ
وكيف تراءت في “قصر المرجان” حكايات خافتة ٌ
وملامحُ آلهة ٍ صامتة ٍ
وبلاد ٌ تزحف فوق بلاد ْ
أقفر صبح “حمورابي”
وتدلـّت بابلُ فوق صفيح الذعر ِ
تقولُ :
أريد غلالة شعري
ثوب العرس ِ
أريد يديّ وحلمة نهدي يا أبتي
وأريد بقايا الرحم العالق ِ
بين أسنـّتهم
وأريد خماري
كي أستر عورة وجهك يا أبتي
يـــا ربّ البيت ْ
أنت سليلي وسليل الرؤيا
وسموُّ الأقدار ْ
من غيرك يا ” جلجامشُ ” ” للوركاء ِ” مليكا ً
أنت رأيت السرّ وتعلم من أمري
ما يعلم “أنكيدو” من سفر الموت ْ
أنت بنيت الأسوار وأعليت ْ
وأنا أرضعتك قمحي
وفرات العين ِ
مسحت فؤادك بالزّيت القدسيّ
وصمتُ لأجلك أعواما ًوبكيت ْ
أتضوّر موتا ً أن تأتيني البيت بلا صلوات ٍ
يا ربّ البيت ْ
أيّتها الوردة لا تبتلـّي بدمي
شفتي خضراءُ ولون الكأس شفيفٌ
وسوى الروم ِ كثيرٌ
خلف الظهر وحول العنق ِ
وفي الخاصرة ِ
وعلى الصدر ِ..
كثيف ٌ شوك الحزن ِ
فلا تقتربي من عابر ضوئي
سوف أشعّ رمادا ً فيما يأتي من وقتي
وأثير غبار الحلم ِ
أيّتها الجوريّة
نامي في السهل المترامي بين النهرين ِ
وحول ضفاف الشمس ِ
فأمسي يقترب الآنَ
ليبعد عن يومي وجع الطمث ِ
يصون العذرة في جمري
ويرشّ النار على الأحقاد ْ
قبل قليل ٍ
أقسم شيخ الجامع أنّ الله قريب ٌ من عبد ٍ يفتح كفـّيه ِ
ويمسك عن ذكر الأوغاد ْ
أغلقت يديّ على حلم ٍ شتويٍّ
وكنست الفوضى من باحة صدري
واستحضرت كتاب الأجداد ْ
قبل قليل ٍ نمت ُ
فعاد نخيل القلب لقلبي
أبصرت البصرة تعدو نحوي
والموصل تصعد جسر السنك ِ
وأربيل وكركوك وجند دهوك َ
أبابيل تهدهد حلم العاشقة السمراءْ
كان عليٌّ يعلم أنّي نمت ُ
وأنّ الدرب إلى الأنصار بعيده
كان يقول:
بأنّ مياه الشطّ تمادت في الغيِّ
وأنّ الغار تكشّف عن ثعبان ٍ
يبتلع الغرباء ْ
بعد قليل ٍ
عاد من النجف الأشرف ْ
كي يمسح عن عينيّ ظلال الحلم ِ
ويخبر بالبشرى فاطمة الزهراءْ
قبل قليل ٍ
أكملت العقد الرابع دون شموع ٍ
أو موسيقى صاخبة ٍ
أو حلوى الميلاد ْ
كان أنين المئذنة عميقا ً
وأنا أحرث جثـّة هذا الليل الممتدّ
من الذعر إلى النهر ِ
أتلمّس ناي الكلماتْ
بعد قليل ٍ
تصحو الزوجة ُ
و الأولاد ْ..
يعلو جرس الحصّة في مدرستي
كي تخطر آنستي
بوشاح ٍ نيليٍّ تدخل قلب الصفّ
وتفتح كرّاس الأمجاد ْ
بعد قليل ٍ
تغفو نافذة ٌ مغلقة ٌ من أمسي الأوّل ِ
أمضي نحوك ِ
مثل بياض الشَّعر ِ خفيفا ً
دون صلاة ْ