عادت المواجهات من جديد لتطغى على الشارع الحلبي إثر معارك نشبت يوم أمس الأول بين ما يسمى ميليشيات الشبيحة المنتشرة والمسيطرة على المدينة.
وتشهد حلب بين الحين والآخر مواجهات متفرقة سواءً أكانت بين الشبيحة أنفسهم أو بين «الشبيحة» وأطراف أخرى، في الغالب عناصر أمن النظام أو أجهزته العسكرية الأخرى، والتي عجزت عن ضبطهم، بعد أن قامت بزجهم في الشارع السوري بعيد اندلاع الثورة السورية بهدف قمع المتظاهرين وإنهاء الحراك.
وقال شهود عيان في حلب لـ«القدس العربي» إن مواجهات اندلعت بين ميليشيا (آل بري) التي باتت أقوى الميليشيات المهيمنة في حلب والتي تتلقى دعماً غير مسبوق من الروس وهو ما جعلها سيدة الموقف في حلب الشرقية، وبين ميليشيا (البقارة) التي تتلقى بدورها هي الأخرى دعماً روسياً أيضاً، والتي فقدت سطوتها مؤخراً بعد سيطرة (آل بري) على مقراتها في حلب القديمة، حيث اندلعت المواجهات من جديد بين الطرفين في أحياء باب الحديد والقصيلة وقسطل مشط وقسطل حرامي، بعد قيام مجموعات من البقارة بمحاولة لإعادة تمركزهم في المنطقة التي طُردوا منها قبل أسابيع، حيث استمرت المواجهات لنحو ساعتين وأسفرت عن سقوط قتيلين من (آل بري) أحدهما يدعى (سلطان قصاب) وهو صهر القيادي في الميليشيا (أبو علي صهريج).
وأضافوا: «بُعيد الاشتباكات انسحبت ميليشيات البقارة باتجاه حي كرم حومد إلا أن مقتل عنصرين من آل بري دفع الأخيرين لملاحقتهم وفتح النار من رشاشات ثقيلة على بناءين يقعان على أطراف كرم حومد يقطنهما شبيحة من البقارة ما أدى لإصابة عدد منهم قبل أن ينسحب آل بري من جديد ويعلنوا استنفاراً عاماً في مناطق سيطرتهم تجلى بإخراج للسلاح الثقيل ونشر للدوريات في شوارع الأحياء التي يسيطرون عليها وعلى رأسها باب الحديد وبستان القصر والكلاسة وحيي القصيلة وساحة الحطب ومحيط الجامع الأموي».
وقبل شهر تقريباً أعلنت ميليشيا (آل بري) المدعومة روسياً، استكمال سيطرتها على غالبية أحياء حلب الشرقية بعد مداهمتها مقرات لميليشيات أخرى كـ(الباقر وتجمعات العساسنة) فيها، وهي (باب النيرب وباب الحديد وجب القبة وساحة الحطب وكرم الجبل والميسر والفردوس) وقد جاء ذلك بعد يوم واحد من خلاف نشب بين (آل بري) ومجموعات من عشيرة البقارة، بعد أن قام عناصر من الأخيرة باقتحام أحد مقرات (آل بري) في حي باب النيرب.
فيما شهد الشهر الماضي أيضاً سقوط عدد من القتلى بعد اشتباك أمام فرن الشرق الأوسط في حي المشارقة بحلب، بعد محاولة كل منهما فرض نفسه على طابور الخبز أمام الفرن بعد الاعتداء على المدنيين وضرب بعضهم واحتلالها الأدوار الأولى للحصول على الخبز، وسط ترويع للمدنيين بالبنادق والأسلحة التي كانوا يحملونها ويسيرون بها دون رادع يردعهم؟ وفيما تضع تلك الميليشيات قوانين خاصة بها في بعض الأحيان، ادعت صفحات موالية للنظام السوري في مواقع التواصل الاجتماعي ما مفاده أن اقتتالاً نشب بين عائلتين في حي باب الحديد في حلب تخلله إطلاق للنار، قبل أن يتدخل أمن النظام ويقوم باعتقال المشاركين في الاقتتال ويصادر أسلحتهم.
فيما تحدثت مصادر أخرى عن أن قوات النظام تمكنت من السيطرة على الموقف عبر الزج بآليات عسكرية إلى الأحياء المذكورة وأبقت على وحدات من حفظ النظام هناك، منعاً لعودة الاشتباكات وأنها اعتقلت كل من شارك بالخلاف وأحالتهم إلى الأمن العسكري. الجدير بالذكر هو أن الأحياء الشرقية من مدينة حلب تتواجد فيها الشرطة العسكرية الروسية، إلا أن الأخيرة لم تحرك ساكناً وأخذت دور المتفرج حيال ما يجري رغم تواجدها في بعض تلك الأحياء التي شهدت وتشهد بين الفينة والأخرى اشتباكات مماثلة.
المصدر: القدس العربي