قال سكان ومصادر في المعارضة إن هدوءا مشوبا بالتوتر ساد منطقة إدلب السورية، الجمعة، في ظل تراجع الضربات الجوية الروسية ومن النظام السوري التي كانت تقصف آخر معقل للمعارضة في سوريا، وذلك بعد أن اتفقت روسيا وتركيا على وقف إطلاق للنار.
وقال رئيسا روسيا وتركيا إن البلدين اتفقا على وقف إطلاق النار في إدلب يوم الخميس، بعد محادثاتهما في موسكو لاحتواء الصراع الذي أدى إلى نزوح ما يقرب من مليون شخص في ثلاثة أشهر.
وذكر سكان ومقاتلون في المنطقة أن الخطوط الأمامية الرئيسية، التي شهدت غارات جوية مكثفة قامت بها طائرات روسية وتابعة للنظام، وضربات مدفعية وطائرات مسيرة تركية على قوات بشار الأسد، كانت هادئة بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار في منتصف الليل.
وقال شهود إن المنطقة لم تشهد سوى إطلاق نيران من المدافع الآلية وقذائف المورتر والمدفعية من قوات الأسد والفصائل الإيرانية على بعض الخطوط الأمامية في محافظتي حلب وإدلب.
الخطوط الأمامية الرئيسية كانت هادئة بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار في منتصف الليل
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر عسكري قوله إن هناك التزاما بوقف إطلاق النار في منطقة إدلب السورية، وإن الوضع على الأرض هادئ.
وفي مناطق أخرى، بدأ القتال المتقطع ينحسر، على حد قول نشطاء.
وقال إبراهيم الإدلبي، وهو معارض على اتصال مع جماعات المسلحين على الأرض، إنه في الساعات الأولى تشهد المنطقة هدوءا شديد التوتر من جميع الأطراف المتحاربة.
وأضاف أن الكل يدرك أن الانتهاكات التي يرتكبها أي طرف ستواجه برد، لكن هذه هدنة هشة للغاية.
ولم تورد وسائل الإعلام السورية أنباء عن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير وأثارت المعارضة شكوكا في أنه سيستمر وسط انتقادات بأنه لا يلبي مطلبا تركيا رئيسيا بأن تنسحب قوات النظام إلى مشارف منطقة عازلة بإدلب متفق عليها في سوتشي بين روسيا وتركيا في 2018.
واتفقا هذه المرة على إنشاء ممر آمن بالقرب من الطريق السريع إم4، الذي يمتد من الشرق إلى الغرب عبر إدلب، وتسيير دوريات مشتركة على طول الطريق من 15 مارس/آذار.
وانتزاع السيطرة على الطرق السريعة في شمال غرب سوريا، التي لطالما كانت أهم شرايين سوريا قبل الحرب، من مقاتلي المعارضة هدفا رئيسيا للحملة المدعومة من روسيا في محاولة لإنعاش اقتصاد النظام السوري المتضرر من العقوبات.
ومما أثار استياء خصوم الأسد، لم يذكر الاتفاق منطقة آمنة حيث يمكن للملايين من النازحين أن يحتموا ومن حيث يمكنهم العودة إلى المنازل التي فروا منها هربا من الهجوم الذي تدعمه روسيا.
وقال أحمد رحال وهو لواء سابق في قوات النظام انشق وانضم للمعارضة إن أحدا لم يشر إلى منطقة آمنة أو مناطق للانسحاب مشيرا إلى أن النازحين لن يقبلوا الذهاب إلى مناطق النظام.
وتقول الأمم المتحدة إن الهجوم شرد ما يقرب من مليون شخص، في أكبر حركة نزوح جماعي في الحرب التي دامت تسع سنوات.
وذكر رحال أن هذه نتائج متواضعة بالمقارنة مع الحشد التركي الهائل على طول الحدود وداخل سوريا. وكان يشير إلى أكثر من 15 ألف جندي تركي تقول مصادر المعارضة إن أنقرة أدخلتهم لوقف تقدم الهجوم المدعوم من روسيا على إدلب.
وسبق أن طبقت عدة هدنات في إدلب لكنها انهارت جميعا مع تقدم القوات المدعومة من روسيا في هجماتها وانتزاعها المزيد من الأراضي.
المصدر: رويترز / القدس العربي