يوسع الجيش التركي انتشاره وتعزيز تواجده العسكري شمالاً، حيث أنشأ نقطة مراقبة جديدة لها، فيما سجّل وقف إطلاق النار في إدلب الذي تم التوصل إليه خلال قمة موسكو في الخامس من شهر آذار/ مارس الجاري، صموده لليوم الـ21، على التوالي، وسط هدوء حذر وخروقات نفذتها قوات النظام السوري، عبر القصف المدفعي ضمن منطقة خفض التصعيد الأخيرة، شمال غربي سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات التركية عمدت صباح الخميس إلى إنشاء نقطة عسكرية في بلدة الكفير الواقعة في ريف مدينة جسر الشغور غربي إدلب، القريبة من أوتوستراد (حلب – اللاذقية) الدولي الذي يرمز لها بـ»إم 4» وذلك بعد تفجير الجسر الواقع على اوتوستراد اللاذقية – حلب غرب مدينة جسر الشغور، من قبل مجهولين، وذلك في إطار الممارسات التي تعمد إليها المجموعات الجهادية الرافضة للاتفاق الروسي – التركي الأخير، بهدف قطع وعرقلة سير الدوريات المشتركة.
وسبق تدشين نقطة المراقبة التركية، استطلاع أكثر من 20 آلية تركية مصفحة وقوات من الجيش التركي وفصائل المعارضة، مواقع ضمن قرية الكفير قرب مدينة جسر الشغور غربي إدلب، كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان دخول رتل عسكري جديد تابع للقوات التركية نحو نقاطها ضمن المنطقة حيث عبرت عشرات الآليات العسكرية عبر معبر كفرلوسين الحدودي واتجهت نحو المواقع التركية، ومع استمرار تدفق الأرتال التركية، فإن عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد بلغ 1690 آلية، بالإضافة لآلاف الجنود.
وحسب مصادر محلية لـ»القدس العربي»، فإن أنقرة دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة إلى عمق منطقة إدلب، مؤلفة من أكثر من 100 آلية بينها دبابات وعربات مصفحة وآليات حفر هندسية ومواد لوجستية، وصلت الى معسكر المسطومة قرب بلدة النيرب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
ويرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة «خفض التصعيد» خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر شباط/فبراير الجاري وحتى الآن، إلى أكثر من 5100 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و»كبائن حراسة» متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 9900 جندي تركي.
وبذلك يرتفع عدد مواقع الجيش التركي في محيط ادلب، إلى 52 موقعاً.
وفي ظل الحديث عن إعادة انتشار الجيش التركي، والحشود العسكرية الضخمة له، تؤكد مصادر عسكرية معارضة لـ»القدس العربي»، مواصلة قوات النظام والميليشيات المساندة لها حشد وتعزيز قواتها في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي التي من المتوقع أن تشهد عملية عسكرية تهدف لسيطرة قوات النظام على ما تبقى من بلدات وقرى جبل الزاوية، وفي هذا الاطار قالت مصادر إعلامية روسية، ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجانبين الروسي والتركي كان «منطقياً لإعطاء فرصة للتركي بالانسحاب، والواقع سيفرض نفسه على الجميع، وإن لم يتم الالتزام بقرار وقف إطلاق النار فسيكون هناك انتشار جديد للجيش العربي السوري، بمعنى أنه سيكون جاهزاً للاستمرار في أعماله القتالية» ضد المجموعات المسلحة.
وتحدث المصدر الروسي، بأن إدلب ستكون معركة مكسر عصا ونهائية، معركة يخوضها النظام السوري لا هوادة فيها، ولا تحكمها أي اتفاقات مطلقاً حتى تخرج من وصفها بـ»المجموعات الإرهابية خارج حدود الوطن، وعندما نعلن عن اتفاق للجم هذه العصابات هذا يعني أننا نريد أن نعطي للنشاط السلمي دوره لمنع إسالة المزيد من الدماء السورية ومنع تخريب البنى التحتية، وليس لأننا ضعفاء بل لأننا أقوياء».
في غضون ذلك، قالت مصادر متطابقة، إن الهدوء يسود مدن وقرى شمال غربي سوريا، وسط قصف مدفعي نفذته قوات النظام استهدف بلدتي دير سنبل وبينين في جبل الزاوية في ريف إدلب، وأطراف قرية كفرعمة في ريف حلب الغربي، وقرية التفاحية في ريف اللاذقية الشمالي، بالإضافة لاستهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة، بين قوات النظام والميليشيات الداعمة لها من جهة، والفصائل ومجموعات جهادية من طرف آخر، على محوري الفطيرة وكنصفرة بجبل الزاوية في ريف ادلب.
من جهة أخرى، دعت المعارضة السورية الصليب الأحمر لزيارة سجون النظام، حيث دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تفقد أوضاع المعتقلين في سجون النظام على خلفية تفشي فيروس كورونا الجديد.
ووجه رئيس الائتلاف أنس العبدة، رسالة إلى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، بخصوص المعتقلين في سجون الأسد، وحسب بيان للائتلاف، حذر العبدة في رسالته من خطر تفشي فيروس كورونا بين المعتقلين، وخاصة في ظل الحالة اللاإنسانية الموجودة في تلك السجون.
وكانت وكالة أنباء النظام السوري الرسمية، «سانا»، ذكرت أن عدد الاصابات بفيروس كورونا ارتفع إلى 5 حالات، وقالت وزارة الصحة في بيان، إن الحالات الثلاث ضمن مجموعة تم وضعها في الحجر الصحي، الأسبوع الماضي.
المصدر: دمشق – «القدس العربي»