أحمد مظهر سعدو
لعل من أهم الأسئلة التي يطرحها السوري على نفسه وعلى الآخرين اليوم، ومع انتشار وباء الكورونا في كل مكان من العالم، بل في كل بقاع المعمورة. وبعد تجربة الشعب السوري مع الوباء الأسدي/ سيء الذكر. من سيكون أشد خطرًا وأكثر فتكًا بالسوريين، وباء الكورونا الآتي من الصين، أم نظام المجرم السفاح بشار الأسد؟ ولماذا؟ سؤال موضوعي سوري بامتياز، حملناه إلى العديد من أهل السياسة والثقافة من السوريين والفلسطينيين السوريين الذين عانوا وما زالوا يعانون من الهمجية الأسدية التي قتلت ما ينوف عن مليون إنسان سوري، وهجرت ما يزيد عن 14 مليون بين تهجير داخلي وخارجي، واعتقلت أكثر من نصف مليون سوري، وعوقت أكثر من 300 ألف إنسان، وهدمت جل البنية التحتية السورية، وأفقرت الاقتصاد السوري برمته، حتى باتت التقديرات الدولية التي تتحدث عن إعادة الإعمار في سورية تشير إلى أن ما يلزم سورية حتى تعيد بناء ما هدمه الأسد، أكثر من 400 مليار دولار. فماذا قال السوري الذي قارن بين وباء الأسد ووباء الكورونا؟
الطبيب السوري حسين الحاج علي تحدث لإشراق بقوله:” لا مجال للمقارنة في شدة الخطر وكثرة الفتك بالسوريين بين عصابة (فشار الفسد) ووباء الكورونا، فالعصابة حتمًا وفعلاً هي الأشد فتكًا بدرجات. أما لماذا؟ فسأجيبك أولًا من إعلام العصابة وتصريحات مسؤوليها حيث يدعون أن سورية خالية حتى الآن من أية إصابة بهذا الداء، فإذن الداء حسب زعمهم لم يؤذ أي سوري، بينما عصابة (فشار) وأتباعه من قتلة ومجرمين ولصوص وقطاع طرق (محليين وإقليميين ودوليين) قد عاثوا فسادًا وأذاقوا شعبنا وأهلنا الأمرين طوال خمسة عقود أو يزيد، وخاصة في العقد الأخير وبعد انطلاقة ثورة الحرية والكرامة، حيث تم تشريد الملايين واعتقال مئات الآلاف وقتل ما يزيد على نصف مليون شهيد من أبناء شعبنا السوري البطل. فهل بعد ذلك وجه للمقارنة بين فتك هذه العصابة وفتك وباء الكورونا؟ الكورونا رغم كل ما يساق ويقال عنه فإن نسبة 81% ممن يصابون به يشفون دون أية معالجة ونسبة 14% يشفون بمعالج محافظة (خوافض حرارة ومقويات مناعة وغيره) ونسبة 2% فقط يحتاجون للعلاج في العناية المشددة كونهم أصلًا حاملين لأمراض منهكة ومزمنة كأمراض القلب والكلى والسرطان أو نقص المناعة ونسبة الوفَيات لم تتعد 3 %. ومع ذلك أتمنى على الجميع الأخذ بكل معايير الوقاية والسلامة واتباع إرشادات الأطباء المختصين والسلطات الصحية للحد من انتشار هذا الوباء ليمر دون التسبب بكثير من الضرر على أهلنا وأبناء بلدنا الأعزاء”.
الصحفية السورية ياسمينا بنشي وعضو الصالون السياسي قالت: ” نظام الأسد المجرم أكثر فتكاً -فالأسلحة المتوسطة والثقيلة التي كان يقصف بها المدنيين كانت أقسى من الكورونا، فمن لم يمت بهذا القصف فقدَ عضواً من أعضاء جسده أو طرفاً من أطرافه. والأسلحة الكيماوية التي ضرب بها المناطق، كانت قاتلة ومن لم يمت بها يعاني آثارها بعد مدة، إضافةً لإصابته بأحد أنواع السرطانات.” ثم أردفت قائلة” ننظر إلى القتل الممنهج تحت التعذيب من قبل نظام الأسد للمعتقلين حيث لا يوجد أي مرض في العالم يوازي آلام وقسوة ووحشية الموت تعذيباً بأدوات فتاكة وقلع أعين وحرق لأجساد المعتقلين وهم أحياء”.
من جهته قال المدرس السوري محمد صالح أحمدو ” كورونا فايروس قتل من الناس كبار السن أصحاب المناعة الجسدية الضعيفة دون التمييز الطائفي، إذ تصيب الجميع دون طائفة محددة، رغم أنه كان بالإمكان تقديم العلاج له وشفاءه لو تمت معالجته باكراً وكورونا الفايروس يمكننا تجنب الإصابة به بقليل من الحذر والاحتياطات في أمور النظافة الفردية والجماعية إضافة إلى موت الفايروس خلال أيام معدودة فتنتهي المخاوف منه ويذهب أدراج الرياح كما ذهبت العديد من الأمراض والفايروسات سابقاً.” ثم قال ” كورونا فايروس لم يهجر الملايين بل فقط أدخلهم في بيوتهم ومدنهم وأرزاقهم. وأما الفايروس الأسدي والميليشيات الروسية والإيرانية الإرهابية فلا تميز بين طفل رضيع ولا شاب ولا كهل ولا امرأة ولا حامل، بل تقتل الناس بناءً على الطائفة التي ينتمون إليها. الفايروس الأسدي والميليشيات الروسية والإيرانية الإرهابية قتلت من السوريين الملايين أغلبهم نساء وأطفال ورضع، الفايروس الأسدي والميليشيات الروسية والإيرانية الإرهابية هجرّت ملايين السوريين، ويتّمت الملايين، وأعاقت ملايين. الفايروس الأسدي والميليشيات الروسية والإيرانية الإرهابية على عكس الكورونا كل من يحتمي ببيته وداره فهو الهدف لديهم ويجب قتله لأنه ينتمي لطائفة إسلامية معينة ألا وهم السنّة. كورونا الأسد والميليشيات الروسية والإيرانية الإرهابية لا يمكن أن يخترع الأطباء لها مَصل كمضاد لأفعالهم لأن من يحاول التوصل لمصل للتخلص منهم وإبعادهم سيقتلونه ويتخلصوا منه. ذاك هو الفرق بين الكورونا كفايروس والفايروس الأسدي”.
أما الكاتب الفلسطيني السوري عبد الكريم محمد فقال ” نظام الأسد يشكل أكبر وباءاً على وجه الأرض، فقد طالت مذابحه الشعب السوري بكل فئاته العمرية، ودمر الحرث والنسل. بينما كورونا طال فئة عمرية واحدة، وهي كبار السن. وكورونا فايروس، بينما نظام الأسد نهج متكامل يبث سمومه بشكل عنصري وديني يشرع من خلاله القتل لمن يختلف معه دينياً. ويعبر عن التطرف الديني المقيت الذي يتجاوز مقولة الإرهاب، والذي يقذف الناس بها ليغطي على تطرفه وإرهابه.”
الناشط السوري أحمد معتوق فتحدث بقوله ” لا شك أن عصابة الأسد أشد فتكًا بالشعب السوري من أي فيروس وأي سرطان وأي مصيبة بالعالم، والدلائل كثيرة جدًا. كورونا قتل بثلاثة أشهر ما يقارب عشرة آلاف في كل العالم كله، أما كيماوي الأسد وفي دقيقة واحدة في غوطة دمشق قتل أكثر من ١٥٠٠ إنسان سوري، أيهما أخطر على العالم؟؟! وما يزال يمعن بالقتل والتدمير والتشريد وحرق الأحياء والأموات، ولدينا صور لحرق بعض المصابين”.
أما الناشط السوري جمال سليمان فقال ” عصابة الأسد هي أشد خطرًا وفتكًا من الكورونا، حيث الكورونا يمكن أن يوجد لها علاج، أما عصابة الأسد المجرم، فليس لها علاج إلا بالقضاء عليها وقلعها من جذورها “.
المصدر: صحيفة إشراق