فايز هاشم حلاق
يا آلَ ودِّي بَلْ يا كُلَّ إنْسانِ
لا تَقْربوا دُبًّا شَقيق ظِرْبانِ
إِذا تَعَطَّرَ فاحَتْ ريحُ كَهْريزٍ
وإنْ تَثائَبَ هَبَّتْ ريحُ إِنْتانِ
يَدوسُ أَيمانًا مِنْ بَعْدِ ما حَلَف
والشَّرُّ في دَمِهِ في كُلِّ أَزْمانِ
في عالَمِ الحَيَوانِ هُناكَ مَدْرَسَةٌ
الدُّبُ فيها أُستاذٌ لِسْرْحانِ
بها وُحوشٌ ماتَ الحُبُّ عِنْدَهُمُ
هِرٌّ وذِئبٌ بالأَحْقادِ سِيَّانِ
قُمْ نادِ جَمْعًا مِنَ الكِلابِ يَأْتوكَ
مِنْ كُلِّ ضَبْعٍ جَرْبانَ كَلْبانِ
فَواحِدٌ كانَ تَحْتَ الثَّلْجِ مَأْواهُ
وآخَرٌ عَبْدٌ صَلّى لِنيرانِ
بِئْسَ الحَيادِرُ دُبٌّ باتَ يُنْجِدُها
لِشَحْذِ نابٍ أَوْ تَرْميمِ أَسْنانِ
والذِّئْبُ مُخْتالٌ بِجدِّهِ كِسْرى
ما زالَ مُفْتَخِرًا بِرَبِّهِ ماني
فالدُّبُّ صَبَّ كَأْسًا ساقِيًا ذِئْبًا
شَرابُ نِمْرٍ حَتَّى يَخْلَعَ الثَّاني
كيفَ الخَلاصُ مِنَ الوُحوشِ كُلِّهُمُ
بِئْسَ الطُّغاةُ وبِئْسَ ابنُ سَعدانِ
يا شُؤْمَ غاباتٍ نَحْنُ الضَّحايا بِها
كُنَّا أُباتًا سَلامٌ آلَ عَدْنانِ