عبد الله البشير
يواصل المجلس المحلي في مدينة رأس العين الواقعة في الريف الشمالي الغربي لمحافظة الحسكة شمال شرق سورية، العمل على التوعية حول فيروس كورونا الجديد، وقد ساهم قبل أيام بافتتاح الورشة الأولى من نوعها لصنع الكمامات في المدينة، وذلك في مركز التأهيل الشعبي وسط المدينة.
يوضح الصحافي علي النجار لـ”العربي الجديد” أن الورشة التي تنتج في الوقت الحالي نحو 500 كمامة يومياً، تسعى لإنتاج نحو ألف كمامة يومياً، توزع على المستشفيات. كما أن الورشة أمنت فرص عمل لنساء يعملن في الخياطة، وتضم نحو 15 خيّاطة، مضيفاً أن الكمامات التي تعدّ خطاً دفاعياً للجسم ضد فيروس كورونا، والإجراءات الوقائية تفرض على الأهالي ارتداءها، وحالياً في الوضع الراهن، لا توجد معامل ضخمة لتوفر الكميات اللازمة، وهي مطلوبة بشكل كبير، وهذه الورشة تغطي النقص.
والورشة أنشئت في المدينة بدعم من المجلس المحلي في المدينة، وولاية أورفا الواقعة جنوب شرق تركيا، بناء على تعليمات من والي أورفا عبد الله إرين، الذي نقلت وكالة الأناضول تصريحات عنه بأن سبب إنشاء الورشة هو سد حاجة أهالي المنطقة في مواجهة فيروس كورونا، حيث أخضعت العاملات للفحوصات الطبية اللازمة قبل البدء بالعمل.
لكن حتى الوقت الحالي، يعيش أهالي منطقة رأس العين صعوبات في الكثير من نواحي الحياة، كما يوضح الناشط الإعلامي نوار رهاوي لـ”العربي الجديد”.
يقول: “الواقع مرير فعلاً. يضطر الأهالي إلى الاشتراك بالمولدات الكهربائية لما بين 6 و7 ساعات يومياً، في مقابل ألفي ليرة سورية للأمبير الواحد. أما المياه، فتتوفر عندما تسمح مليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي بوصول الكهرباء إلى محطة ضخ المياه في بلدة علوك، التي تضخ المياه إلى مدينة الحسكة ومناطق تل تمر ورأس العين وأرياف رأس العين. في المقابل هناك معاناة في توفير أسطوانات الغاز، ويصل سعر الأسطوانة إلى نحو 16 ألف ليرة سورية. إذ إن حزب الاتحاد الديمقراطي والنظام السوري لم يقبلا بفتح طريق تجاري آمن يضمن عدم وصول السيارات المفخخة للمنطقة”.
وأشار رهاوي إلى وجود تجاوزات بحق الأهالي من قبل مجموعات الجيش الوطني، مؤكداً أن المحال التجارية والمنازل تشهد سرقات، عدا عن انتشار سرقة الدراجات النارية. وأوضح أن طبيباً كان يعمل في المستشفى الوطني في مدينة رأس العين اختطف واقتيد إلى جهة مجهولة، وقد نهب منزله بعد اختطافه.
وعن الاحتياطات والتدابير المتخذة من قبل أهالي المنطقة لمواجهة فيروس كورونا الجديد، أبدى رهاوي استياءه من هذا الأمر، لافتاً إلى أن معظم الأهالي غير ملتزمين بالوقاية من الوباء الذي قد يهدد حياتهم، والسبب عائد لعدم تسجيل أي حالة إصابة بالفيروس في المنطقة. كما أن المواد الوقائية قليلة في الوقت الحالي والوضع النفسي متأزم بالنسبة لغالبية الأهالي لعدم تمكنهم من الحصول على فرص عمل.
بدوره، يوضح الصحافي مصعب الحامدي لـ”العربي الجديد” أنّ الإجراءات الوقائية التي يتبعها الأهالي في منطقة رأس العين تتشابه إلى حد كبير مع الإجراءات المتبعة في المناطق المحررة، موضحاً أن هناك حالة من التعاطي غير الجدي مع الأمر، كما أن الجهات المعنية بحملات التوعية غائبة عن مدينة رأس العين والمناطق المحيطة بها.
وكان المجلس المحلي في المدينة أطلق حملات توعية، عدا عن جولات على المحال التجارية تمنت توزيع كمامات بشكل مجاني على العاملين فيها. وتشتهر منطقة رأس العين بوفرة المياه والأراضي الزراعية وهي نقطة عبور نهر الخابور إلى الأراضي السورية.
المصدر: العربي الجديد