محمد سعدو
عطفًا على صورة نشرها الموقع الرسمي للمرشد الإيراني العام (علي خامنئي) سابقا للوحة افتراضية وضعت لبعض قادة القتل والخراب والانحطاط السياسي فيما يسمى بأسبوع القدس المدعى من قبل الخميني، وتحتفل به السلطة الإيرانية في آخر جمعة من رمضان.
حيث تم فيها إظهار وجوه عديدة بارزة في الساحة العربية والدولية، كان منها وفي المقدمة ما يسمى بقائد الثورة الإسلامية، الذي (يهابه عملاء مشروع الاستكبار) كما وصفته قناة الجزيرة، منذ أيام، وهو (قاسم سليماني) الذي ظهر في الصورة على شكل غيمة يستظل بها المسجد الأقصى تعبيرًا عن أن روحه كما يقولون تحوم حول القدس.
وفي الصورة الافتراضية أو اللوحة شكل مصلون يؤدون الصلاة في إحدى باحات المسجد الأقصى، وكان في الصفوف الأولى حسن نصر الله، الذي أجرم بحق اللبنانيين والشعب السوري بعد ذلك. وغيره من الشخصيات التي تصدرت الصف الأول والتي ما فتئت تعبث في المشهد العربي، وتنال من جسم الأمة، فمثلا كان بجانب نصر الله قائد حركة حماس ورئيس مكتبها السياسي السيد إسماعيل هنية، الرجل المطيع والعاشق المتيم بالقيادة الإيرانية الممولة لوجوده قبل كل شيء، ويتبعه بعد ذلك رجل الدين الشيعي البحريني عيسى قاسم، وشخص آخر يعتقد أنه رئيس فنزويلا. وأما في الصف الثاني فجاء أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، وزعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي، ورجل الدين الشيعي المعتقل ابراهيم الزكزاكي، وقائد فيلق القدس الحالي اسماعيل قاني.
اللافت في الأمر غياب قيادات الشيعة في العراق كمقتدى الصدر وقيس الخزعلي وآخرون ليكون لهم (الشرف) في الظهور جنبًا إلى جنب في هذه التحفة الافتراضية مع جملة من المقاومين مع وقف التنفيذ.
ما أثار التعليقات الساخرة في الحقيقة والضحكات المستهزئة بهذا الرسم البائس كان إظهار قائد (الممانعة والمقاومة الفذ رجل الانتصارات هازم المؤامرة الكونية حامي عرين حي المهاجرين بشار حافظ الأسد) الذي أقحمته السلطة الإيرانية في آخر الصفوف أو في مؤخرة الحشود، إشارة منهم إلى استحقاره المستمر، وربما المقصود تبيان انزعاجهم من الوجود الروسي الذي يمنعهم من الانفراد بالحصة السورية، واستمالة (أبو البيش) إلى الدب الروسي أكثر، ورسالة ربما تكون إلى مؤيديه قبل معارضيه، أن هذا الصعلوك هو عبارة عن تابع وأداة رخيصة استخدمت من قبلهم وجرو من جرائهم يسحبونه كما يريدون ويضعونه حيثما يشاؤون.
لا شكك أن هذه الصورة كانت الأكثر إيلامًا قبل أن تكون مجالًا للسخرية في الوسط الإعلامي العربي، والرأي العام لشخصيات تم إظهارها عمدًا في الرسائل التي أراد موقع خامنئي التأكيد عليها لكل شخص قُدم في الصورة واستحضر في المشهد، لدلالات عمق علاقة وطيدة ومغازلات تتشاركها طهران معهم، ورضى كبير وعلاقات استثنائية بين بعضهم البعض
لرجالات مستخدمة ومرتهنة وشخصيات عفنة مهترئة حاقدة تعبث بخريطة الأمة باسم المقاومة وتحرير فلسطين والمتاجرة المستمرة بهذه القضية والمزاودة على الآخرين باستعادة الأقصى وطريق التحرير الذي يمر بدماء العرب المسلمين، وعلى جثث الأطفال السوريين واستباحة أعراضهم وسرقة مقدرات العراق واختزال قرارها لبيت خامنئي، وتدمير لبنان سياسيًا واقتصاديًا وجعله مزرعة تابعة لحزب اللات والتشبيح الممنهج ..وهو وحده كما يدعون ما سيعيد لهم القدس.
مع الأسف فإن مسألة المتاجرة بالقدس لم تعد بحد ذاتها من بعض الطغاة العرب وهذه الثلة الفاسدة هي مجرد حاملة شعارات بقدر ما أنها تعدت ذلك إلى التفنن في المسألة، عبر تصدير صور افتراضية مرسومة بخبث لمخاطبة المشاهد العربي والتأثير عليه، بأن هؤلاء هم من بقي على نهج التحرير وطريق النضال ضد العدو الصهيوني والمدافع الأخير عن هوية القدس الإسلامية قبل أي أحد.
وما هم إلا مجموعة مجرمين وبائعي أوطان ومنفذين أساسيين أو مساعدين للمشروع الصهيوني في المنطقة لتقاسم الكعكة العربية انطلاقًا من نفوذ ايراني فارسي مستمر في مشروعه الحاقد على الأمة كل الأمة.
ومحاولة لقضم هذا الوطن العربي برمته بحجة الذود عن أرض الإسلام ومسرى رسول الله(ص). وبكل تأكيد فهي الرموز الأكثر خطرًا وسوءً التي يجب أن نقتلعها ونطردها إلى غير رجعة بعيدًا عن حاضر ومستقبل المنطقة، إن أردنا بحق تحرير بلادنا وتحرير فلسطين بأمانة ممن اغتصبها وسرقها وشيع أهلها وأخضعهم لنفوذ المجوس سعيًا لعودة الإمبراطورية الفارسية التي تخشى نهوض بني العرب من جديد الذين كانوا في يوم من الأيام من قهر بلاد الفرس و(كسرى أنو شروان).
ولا شك التغول الإيراني على المنطقة بالنهاية يتكئ إلى مشاريع احتلالية مكملة لبعضها البعض سرقت القدس في عام ١٩٤٨ كما هي الآن قد سرقت لنا العراق وسورية ولبنان وتأتي علينا وهي تدعي إعادة مدينة القدس الشريف إلى أهلها وهي كاذبة في ذلك.