د- محمد حاج بكري
أي دولة في العالم ومهما بلغت من القوة والعظمة فان العمل خارج حدودها وبقوة عسكرية فهو يحمل في طياته الكثير من الخطر والمخاطرة وخاصه إذا استمر لفترة طويلة لأنه بحاجة ايضا الى الكثير من الاستنزاف في الموارد سواء كانت مالية ام بشرية بالإضافة الى ان الحالة ستكون غير مستقرة ومتحركة دوليا واقليميا ومن المستحيل تحديد نتائج تتميز بالاستقرار بالإضافة الى أنه من المستحيل ابتلاع الفريسة دون خوف من شعب لن يقبل باحتلال وستصبح هذه القوات مهما بلغ حجمها هدفا لحركات تحرر وطني.
حسابات موسكو في سورية تدرك هذا الامر جيدا سواء من ناحية الشعب السوري وموقفه وقدرته على المقاومة التي ستتحول تدريجيا في المستقبل الى ضرب القوات المحتلة في العمق او من ناحية الموقف الدولي والاقليمي وامامها معطيات كثيرة كقانون قيصر واعادة الاعمار وتطبيع العلاقات وخلافه.
إذا هذه الحسابات تخضع لإعادة النظر ولا شيء يمنع موسكو من التكيف مع حالة سورية جديدة من دون الاسد ولتبتعد عن المسؤولية القانونية لجرائم النظام الخاضعة للقوانين الدولية كجرائم حرب وهي تدرك تماما انه لا مستقبل للأسد في سورية وقد استنفذ كل مصادر القوة لديه بمعنى قد استنفذ رصيده.