منجد الباشا
بعد ان عرت الثورة السورية العظيمة كل ما كان لدينا بحاجة الى كشف وتوضيح وشفافية…
خاصة لجهة ما كان ينسب لما سميناه بالنخب السورية السياسية منها والثقافية..
والتي بات معروفا لدى الثائر السوري ان هذه النخب لم تقدم له سوى العجز والفشل والموت…
وبعد ان صارت كلمة الثورة كقميص عثمان ..حيث بات الكثير يدعي الدفاع عن مظلوميته…بدءًا من داعش وانتهاء بزوار الكيان الصهيوني …
صار لابد من المضي قدما في سبيل الدفاع عن كل مرتكز او فكرة او مصطلح يخدم ثورتنا وشعاراتها واهدافها…
وفي هذا السياق يبرز الى الساحة السياسية بعض المصطلحات التي يتوجب علينا كثوريين التوقف عندها وتوضيحها والدفاع عنها في وجه كل محاولات
التشويه التي تستهدفها…
كمفهوم الوطن والمواطنة والفيدرالية..وحقوق الانسان العامة والخاصة..
وسأتناول هنا…مفهوم ومصطلح الوطن …
المصطلح الذي عاش على معانيه وتصوراته وعلى مدى عقود من الزمن اجيالا منا.. دفعت من اجله أغلى ما لديها …وهي ارواحها وحياتها..
المصطلح الذي صارت مقوماته معروفة بداهة ..
اي الارض والشعب والسلطة…
فقد طلع علينا من اكتشف مؤخرا…اننا كشعوب عربية ومسلمة. لم نعرف ولم نتعايش مع مفهوم الوطن الحقيقي تاريخيا….
فنحن لسنا سوى تشكيلات اجتماعية ما قبل وطنية..
قبلية..عشائرية..اقوامية..
واننا على ذلك نحتاج باسم الثورة السورية العظيمة ان نعيد تشكيل كياننا هذا الذي سيتم منحنا اياه من قبل فرقاء التطور والتقدم المعاصر.. والذين باتوا قرابة من عشر سنوات يهندسون ويضعون له حجر الاساس في ربوع مقتلتنا وفق اسس وقواعد حديثة…
عنوانها الوطن الحديث والمواطنة العصرية وحقوق الانسان المصانة والتي لا يمسها اي معتد اثيم..هذا الذي سيوفر لنا الرخاء والوفرة والتنمية الحقة….؟؟؟
ومن جهتنا ..
عندما نعرض هذا المنطق النشط والفاعل والذي يروج له اليوم الكثير ممن يحسب على نخبنا السياسية والثقافية.. للمساءلة والنقاش والنقد…
نجده اسرع ما يمكن الى التهاوي..
عندما نكتشف ان هذا المنطق انما يرتكن الى رؤية تدعي الحداثة لكنها تطوي في العمق كل العناصر الشوفينية والعنصرية والاستعمارية..
فشعوب هذه المنطقة بالنسبة لها ليست سوى كيانات هشة التكوين والتشكل سهلة التطويع والصناعة…وذلك للمضي قدما في اخراج مشروع الشرق الاوسط الجديد العلماني الديمقراطي….
بزعامة الكيان الصهيوني المسخ…
وسرعان ما نكتشف ايضا انهم يريدون منا ان نسلم وان نقتنع ..ان تاريخنا الذي يمتد عميقا في التاريخ ..
تاريخ هذه البقعة من العالم بل والعالم نفسه انما هو وهم وخرافة وتهيؤات بل وسراب ..اعتدنا على التعايش معه كوننا ورثة جماعات بدوية صحراوية..ليس الا…
عندها سنجد ايضا..
ان الثورة التي تعرضت لأكبر عملية احتواء وتطويع واختطاف…والتي لن تستسلم دون الوصول الى النصر وتحقيق اهدافها..مطلوب منها ايضا..
ان تثبت لهذا العالم ..المافياوي المالي القذر..
ان الوطن والوطنية والمواطنة الحقيقية التي نحن مصدروها….
انما هي نتاج ثقافاتنا ومذاهبنا واخلاقنا التي استقرت بصماتها على اوابد مدن هذا العالم…وفي مفاصل الكثير من ثقافاته..
واننا لابد ..مستعيدون ذواتنا وامجاد ثقافتنا العالمية والانسانية الحقيقية…ولابد ان يهزم هذا الوجه القبيح لهذه المنظومة العالمية. وان ينتصر كل ما هو انساني منفتح ومحب ومتآخ …وهي عناوين تاريخنا وثقافتنا.