بسام شلبي
اخترع الصعاليك اختراعًا عجيبًا ليخففوا به آلام فقرهم وجوعهم.. ويعرفوا بواسطته العالم بمأساتهم .
سموه بعد اجتماع صاخب مليء بالخطب.. والمداخلات المطولة “الشعر“.
أعجبت كل القبائل بالشعر وصارت تتداوله وتقرضه ..
ونسيت الصعاليك ومأساتهم .
هامش :
طبعا ليس صحيحا ان الصعاليك اخترعوا الشعر فهو موجود قبل ظهورهم وهذه شطحة أدبية لبناء النص القصصي، ولكن لا شك ان الصعاليك قد اعطوا مكانة كبيرة للشعر في حياتهم الزاخرة بالأحداث والغزوات والمليئة بالمشاعر والاحاسيس من الجوع والاحتقار.. الى النصر والزهو.. وكثيرين منهم كانوا يقولون الشعر مثل عروة بن الورد والشنفرة وتأبط شرا وابو خراش الهزلي والسليك بن السلكة وعمرو ذو الكلب.. واخرين
ولكن للأسف ان كتب الادب لم تحتفظ بكثير من اشعارهم، وباستثناء عروة بن الورد لا تجد قصائد للصعاليك بل أبيات متفرقة اكثرها كانت في الكتب التي اهتمت بتوثيق الاماكن في الحجاز ونجد فأشعارهم كانت موثقة لها وهم هائمون في شعاب هذه الصحراء القاحلة من أرض العرب.
وكذلك أبيات في المعاجم والقواميس التي تناولت الالفاظ الصعبة او القديمة فقد كانت اشعارهم اهم مرجع لها وشواهد عليها.
ولكن مقابل ذلك فقد سقطت من الذاكرة الكثير من اشعارهم التي تتناول احاسيسهم ومشاعرهم وحياتهم وعلاقاتهم.. واظنها خسارة كبيرة للأدب العربي.. وفرصة ضائعة لفهم أعمق لعصر ما قبل الإسلام .