بسام شلبي
الجزء الاول “الصعاليك”
قصة ٣/١
باع صعلوك سيفه، ليسد بثمنه الرمق.
هجاه عروة هجاء مرا في قصيدة عصماء.
لكنه حذفها من ديوانه بعد مدة، عندما اضطر هو نفسه لبيع رمحه وترسه.
هامش …
هو عروة بن الورد بن زيد من قبيلة عبس احدى أفرع غضفان، ولكن أمه كانت من نهد وهي تنتمي الى قبيلة قضاعة وهي قبيلة ليست ذات شأن بين القبائل العربية، لذلك لم يلق من ابيه معاملة متكافئة مع اخوته من أمهات أخريات، وهذا ما ولد لديه شعورا قويا ضد الظلم والتميز القبلي.. وجعله منحازا للضعفاء والفقراء ومجهولي النسب.
وذلك يؤكد مدى تجذر النظرة العنصرية المتعلقة بالنسب من الجهتين الام والاب في عصر ما قبل الإسلام.
وقد اختلف الرواة حول علاقة عروة بأمه فمنهم من قال انه كان يبرها ويفخر بها.. و آخرون قالوا انه هجا أخواله في عدة مواقع منها قوله: مالي علة اعرفها غير اخوالي “الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي ليوسف خليف“.
ولكن ما لم يختلف فيه احد من صفاته أنه كان فارسا شجاعا وشهما وكريما حتى ان عبد الملك بن مروان قال: من يزعم أن حاتم الطائي هو أجود العرب فقد ظلم عروة بن الورد “كتاب الأغاني للأصفهاني.“
كذلك فقد كان شاعرا و له الكثير من القصائد والابيات الشعرية جمعها و دققها “ابن السكيت” في ديوان خاص به.
و من أشعاره
لحى الله صعلوكا إذا جن ليله
مصافي المشاش آلفا كل مجزر
يعد الغنى من دهره كل ليلة
أصاب قراها من صديق مبسر
و لله صعلوكا صفيحة وجهه
كضوء شهاب القابس المتنور