فايز هاشم الحلاق
طائرُ (الفينيقِ) حَوَّمْ
بينَ طياتِ السّحابْ
يَطلبُ الرُّؤْياا لعُشٍّ
آمنٍ تحتَ الضَّبابْ
كيفَ يَطْغى الشرَّ سِرًّا
بينَ هاتيكَ الهِضابْ
ضاعَ للأيك شكْلٌ
هدَّمَ الرَّوضَ الكِلابْ
هَبَّتْ الأمواجُ تَتْـرا
في عُلُوٍ وانْسيابْ
إِنَّ نوحًا كانَ يأَبى
حنـيَ رَأسٍ للعقابْ
والسَّفينُ البالِ جِدًّا
مالَ عُمرًا للغِيابْ
كيف صارَ البحرُ فَوْضى؟
هلْ دَنا يومُ الحسابْ؟
هلْ جُموعُ المُؤْمنينَ
باتوا غَرقى لا إِيابْ؟
يا إلهـي كيفَ نوحٌ
يَنطوي تحتَ العُبابْ؟
يا لِشُؤْمٍ كيفَ يَنْجو
ابنُ نوحٍ من عَذابْ؟
يا لُصوصَ الأرض يكْفِ
اسمُ سوريا مُهابْ
أعطَتِ الكونَ حضارةْ
عبـرَ أزمانَ الحقاب
طائر (الفينيقِ) بعلٌ
لا خيالٌ أو سرابْ
رُبَّما كانَ أَحْمَدْ
أوْ يسوعًا أو كِلابْ
رُبَّما عشْتارُ أُمُّهْ
أو مَريّا أَوْ رَبابْ
إنَّهُ في الأُفقِ ثابتْ
ليس يَحدوهُ اغْتِـرابْ
في جناحَيهِ سَلامٌ
ساقِيًا منهُ التُّـرابْ
عَلَّمَ الأَكوانَ أَمْسًا
في ذهابٍ أو إِيابْ
هذِهِ الدُّنيا مَحبّةْ
ليس قَتلًا واحْتـرابْ
نسلُ إِبليسَ خائنْ
كيفَ يأْتي بالغُرابْ؟
أُنشبتْ أَظْفارُ (ماني)
في البوادي والهِضابْ
وانْبَـرى (كِسْرى) يُنَكِّلْ
في سُمومٍ أو حِرابْ
مُسلمٌ في ثوب (زارا)
نابِحٌ مثلَ الكِلابْ
جاءَ للشامِ غاشمْ
ليس يَنوي الانسحاب
طائر (الفينيق) حَوَّمْ
طارِدًا كُلَّ الذِّئابْ
سوفَ يَأْتي بانتِصارٍ
باسمًا في كُلِّ بابْ
جاليًا كُلَّ الحقائقْ
دونَ سترٍ أو حِجابْ
زارِعًا قمحًا نَدِيًّا
في هَتونٍ من ربابْ
لنْ يُخيفَ العيسَ طنٌّ
تِلكَ أَسْرابُ الذّبابْ