بسام شلبي
القسم الاول “الصعاليك“
القصة ٨/١
“تأبط شرا الصحيفة الرسمية” ومضى بخطى حافية فوق رمل حارق..
بعد قليل خرجت منها أفاع كثيرة أفرغت سمومها في بدنه الهزيل..
هامش :
لو اتبعت قواعد اللغة العربية بحذافيرها فكان من المفروض أن أقول: تأبط “تأبط شرا” الصحيفة.. لأن جملة “تأبط شرا” هي اسم الرجل او لقبه الذي عرف به حتى صار أشهر من اسمه. ولكنني ارتأيت أن أستخدم الفعل تأبط ليعمل بشكل مزدوج ليؤدي وظيفتين في آن معا اولهما انه فعل مضارع بنفس المعنى “أي وضع شيئا تحت إبطه وألزمه” والثاني أنه جزء من الاسم “تأبط شرا“. وذلك ليبقى جرس الجملة الموسيقي ميسرا للفظ وأظن أن المعنى قد وصل للقارئ كما أراده المتكلم.. ولذلك لن اكترث للرأي اللغوي التقليدي لأني أظن أنه بدون هذا الهامش من المرونة سنقضي على الابداع الأدبي.. وأظن أن هذه المرونة كانت موجودة عند اللغويين الأوائل الذين فتحوا باب التجويز لدرجة أن معظم الاستثناءات والشواذ عن قواعد اللغة التي وضعوها كانت شواهدها من الشعر الجاهلي.. حتى اضطروا للقول: “يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره..” أما عن التعريف بشاعرنا “تأبط شرا” فسنتركه للقصة القادمة حيث أنه سيكون بطلها أيضًا.