براء الشمري
من المنتظر أن تنطلق الخميس، أولى جلسات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، وفقاً لما أعلن عنه في وقت سابق مسؤولون في الحكومة العراقية، قالوا إن الحوار سيُستهل بمناقشة ملفات عدة سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية، يأتي في مقدمتها مستقبل الوجود الأميركي في العراق، وإسناد القوات العراقية في حربها على تنظيم “داعش”، ومواجهة الأزمتين الاقتصادية والصحية التي يعاني منها العراق.
وقالت مصادر بوزارة الخارجية العراقية لـ”العربي الجديد”، إن الجلسة الأولى للحوار بين بغداد وواشنطن ستتضمن طرح جميع الملفات القابلة للنقاش، من أجل نقلها إلى السلطات في البلدين لدراستها، موضحة أن الجلسة التي يُفترض أن تُعقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بسبب الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، سيشارك فيها ممثلون عن وزارات عراقية معنية بالملفات المطروحة.
ولفتت إلى أن الأولوية في الحوارات ستركز على الجانب الأمني المتعلق بتنظيم الوجود الأجنبي في العراق، والدعم اللازم لاستمرار ملاحقة بقايا تنظيم “داعش” الإرهابي، فضلاً عن الملفات الأخرى المتعلقة بالسياسة والاقتصاد والصحة والجوانب العلمية والثقافية.
إلى ذلك، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، إن ممثلين عن وزارات الدفاع والداخلية والمالية والنفط والخارجية سيشاركون في الحوار الاستراتيجي مع واشنطن، مبيناً في تصريح صحافي، أن كلّ وزارة سيكون لها ممثل واحد.
وبحسب أعضاء في الفريق العراقي المكلف بالحوار مع واشنطن، فإن اللقاءات ستقتصر على الحوار وليس التفاوض كما يشاع في وسائل الإعلام.
وأكد عضو الفريق حارث حسن، عدم وجود شيء اسمه فريق تفاوضي سيقوم بالتفاوض مع الأميركيين يومي 10 و11 من الشهر الحالي، موضحاً في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أن ما سيجري هو إطلاق لحوار متعدّد المستويات والقضايا بين الجانبين. وتابع: “هناك في الدبلوماسية فرق كبير بين الحوار والمفاوضات، وعليه لست مفاوضاً، ولا عضواً في فريق تفاوضي لا وجود له”.
ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار التباين في وجهات النظر السياسية تجاه الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية. واعتبر القيادي في “الحزب الديمقراطي الكردستاني” النائب السابق عرفات كرم، في تغريدة عبر موقع “تويتر”، أن الحوار الاستراتيجي بين العراق وأميركا يُعدّ أفضل فرصة لإنقاذ البلاد سياسياً واقتصادياً، بعدما وصلت إلى مرحلة انهيار الدولة.
في المقابل، أشار عضو البرلمان عن “حركة صادقون” (الجناح السياسي لمليشيا “عصائب أهل الحق”)، أحمد الكناني، إلى أن بعض أعضاء فريق الحوار مع واشنطن يحمل الجنسية الأميركية، مبيناً في مقابلة متلفزة، أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لم يفاتح القوى السياسية بشأن ما سيجري في الحوار مع واشنطن. ولفت إلى أن الأميركيين هم الذين طلبوا الحوار مع العراق، بعد “تصويت البرلمان على إخراج القوات الأجنبية من العراق”.
وصوّت البرلمان العراقي، في الخامس من يناير/ كانون الثاني الماضي، على قرار يلزم الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، بضغط من فصائل “الحشد الشعبي”، وقوى مقربة من طهران، بعد يومين على مقتل قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي.
المصدر: العربي الجديد