كمال شيخو
بعد مباحثات شاقة استمرت نحو 3 أشهر؛ أعلنت أحزاب كردية سورية في شمال شرقي سوريا، أمس، التوصل إلى «خريطة طريق» تتضمن مرحلتها الأولى تشكيل مرجعيّة سياسيّة من إطارين: «حركة المجتمع الديمقراطي» و«حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري من جهة؛ و«المجلس الوطني الكردي» المعارض من جهة أخرى، ومن أحزاب خارج الإطارين، على أن تكون نسبة كل طرف 40 في المائة و20 في المائة لباقي الأحزاب والشخصيات المستقلة، ليصار إلى تشكيل لجنة مشتركة لوضع آليات انضمام أحزاب «المجلس الوطني» إلى «الإدارة الذاتية» في المرحلة الثانية، وإعادة صياغة العقد الاجتماعي ووثائق الإدارة بما ينسجم مع التطورات الحالية بهدف تحقيق شراكة فعلية لهذه الجهات بالهيئات التابعة للإدارة، وتوحيدها سياسياً وإدارياً، والعمل من أجل توثيق تمثيل مختلف المكونات الأخرى، وتأسيس لجنة مشتركة من المرجعية لدمج القوات العسكرية في مرحلتها الثالثة ورفض وجود أكثر من قوّة عسكريّة في المناطق الكردية.
ورعت فرنسا والولايات المتحدة الأميركية الاتفاقية عبر مبعوثها إلى سوريا السفير ويليام روباك الذي شارك في جميع الاجتماعات. وكتب مظلوم عبدي، القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية، في تغريده على صفحته الشخصية بموقع «تويتر»: «نحن فخورون بالعمل المشترك للمجلس الكردي وأحزاب الوحدة الكردية، وأن عملهم للتوصل إلى اتفاق مبدئي هو مصدر فرح، نأمل بأن تتوج هذه الاتفاقية باتفاقية جديدة لضمان المصالح والحقوق المشروعة لشعبنا».
وقالت الأحزاب الكردية المشاركة بالمباحثات في بيان، إنها توصلت إلى رؤية سياسية مشتركة «ملزمة» بهدف الوصول إلى تفاهمات أولية، «حول الحكم والشراكة في الإدارة والحماية والدفاع أساساً لمواصلة الحوار، والمفاوضات الجارية بين الوفدين تهدف للوصول إلى توقيع اتفاقية شاملة في المستقبل القريب». وأكد الوفدان أهمية التعاون والوحدة الكردية في سوريا. ورحبوا بالإنجاز بوصفه «خطوة تاريخية مهمة نحو تفاهم أكبر وتعاون عملي يفيد أبناء الشعب الكردي وجميع مكونات سوريا»، وأضاف البيان: «هذه التفاهمات تشكل خطوة أولى مهمة تم الوصول إليها برعاية ومساعدة المبعوث الأميركي ويليام روباك والقائد مظلوم عبدي».
من جانبه، أشار سليمان أوسو، عضو الهيئة الرئاسية للمجلس الكردي، إلى أن التحديات كبيرة وأن المرحلة حساسة، وطالب جميع الأطراف بالإسراع في الوصول لاتفاق شامل على أن «يرضي شعبنا أولاً، ويطمئن كل السوريين ثانياً؛ لأن وحدة الصف الكردي ستخدم كل السوريين، كما سيساهم ثالثاً بوحدة موقف المعارضة والعملية السياسية في جنيف وفق القرارات الدولية الخاصة بحل الأزمة السورية».
بدوره، أكد الدار خليل، عضو الهيئة الرئاسية لـ«حزب الاتحاد السوري»، أنه «بعد سلسلة لقاءات وحوارات، وتغليباً للمصلحة الوطنية لشعبنا؛ أقدم الشكر لكل من ساهم في تخطي بعض الأمور العالقة وتجاوزها بين المجلس الكردي وأحزاب الوحدة الكردية»، ولفت إلى أن الإنجاز والتفاهم الأولي يعد منطلقاً مهماً وعامل دعم كبيراً؛ «من أجل تحقيق وحدة الصف الكردي؛ نأمل أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة تطورات تاريخية تكون خدمة لشعبنا وتطلعاته الديمقراطية».
المصدر: الشرق الأوسط