حمادة إمام
لما اجتمع ٦٩١ من حكماء آل صهيون في مدينة” بازل”بسويسرا خلال الفترة من ٣٢ ــ ٥٢ من أغسطس عام ٧٩٨١ لوضع برنامج لحكم العالم خلال مائة عام.
انتهي اجتماعهم بالوصول إلي ٤٢ بروتوكولاً. خصص فيها البروتوكول السادس عشر للتعليم وكيفية قصر امتلاك المعرفة علي اليهود دون سائر البشر بالإضافة لوضع منهج تخريبي في المؤسسات العلمية لدي باقي الشعوب. ونص البروتوكول في مقدمته علي أنه لكي يتم لنا تخريب جميع القوي التي تعمل علي تحقيق الانسجام الفكري والتضامن الاجتماعي ماعدا قوانا نحن علينا أن نبدأ بتفكيك حلقات المرحلة الأولي منه وهي الجامعات والطريقة أن ننقض وننفض أساليب التعليم من أساسها.
وبعد مرور ٤٠١ أعوام علي بروتوكولات آل صهيون الخاص بالتعليم وتحديدًا في عام ٢٠٠٢ أصدرت جامعة الدول العربية تقريرًا بعنوان »البحث العلمي بين العرب وإسرائيل« كشفت فيه حقيقة الفجوة العلمية بين العرب وإسرائيل والتي تجسد تفوقًا علميًا وتكنولوجيًا إسرائيليًا ساحقًا اتضح فيه أن معدل الإنفاق العربي علي البحث العلمي لايزيد علي اثنين في الألف سنويًا من الدخل القومي، في حين أنه يبلغ في إسرائيل 8.1٪ وأن نصيب المواطن العربي من الإنفاق علي التعليم لا يتجاوز 340 دولارًا سنويًا، في حين يصل في إسرائيل إلي 2500 دولار سنويًا، وأنه في حين تأتي إسرائيل في المرتبة رقم ٣٢ في دليل التنمية البشرية علي مستوي العالم، والذي يقيس مستويات الدخل والتعليم والصحة، فإن مصر تحتل المرتبة رقم ٩٩١، وسوريا تحتل المرتبة ١١١ والأردن المرتبة ٢٩ ولبنان المرتبة ٢٨ وهي الدول العربية المحيطة بإسرائيل، أما في استخدام الكمبيوتر ففي حين يوجد في إسرائيل ٧١٢ جهاز كمبيوتر لكل ألف شخص، يوجد في مصر ٩ أجهزة، فقد لكل ألف شخص، وفي الأردن ٢٥ جهازًا و ٩٣ جهازًا في لبنان.
وبالنسبة لعدد الباحثين العلميين لكل مليون شخص من السكان فإن العالم العربي يملك ٦٣١ باحثًا لكل مليون مواطن مقابل 1395 عالمًا في إسرائيل من سكانها.
…………………..
بوضع مقدمة تقرير جامعة الدول العربية بجوار مقدمة البروتوكول »٦١« لحكماء آل صهيون نجد المسافة الزمنية بينهما يقطعها الإنسان في 104 أعوام وعلي طول هذه المسافة هناك سؤال يطل برأسه عن مدي نجاح آل صهيون في تنفيذ مخطط إفساد وتخريب التعليم في عالمنا العربي؟ وإذا كانت الإجابة بنعم؟ فإن استكمال الإجابة تقتضي التطرق بالتبعية الكلام عن آليات التنفيذ هذا المخطط ومدي تحققه علي أرض الواقع العربي.
في شرح تفاصيل البروتوكول السادس عشر من بروتوكولات آل صهيون يكشف المشاركون في وضع البروتوكولات آليات تنفيذه قائلين أنه لكي يتم لنا تخريب جميع القوي التي تعمل علي الانسجام الفكري والتضامن الاجتماعي ما عدا قوانا نحن علينا أن نبدأ بتفكيك حلقات المرحلة الأولي من هذا، وهي الجامعات والطريقة هي أن ننقض وننفض أساليب التعليم من أساسها ونفرغها في أساليب جديدة وتوجيه حديث. والأساتذة والقائمون بالوظائف التعليمية، يهيئون تهيئة خاصة وفق برامج سرية عملية، ويقيدون بها بشدة، حتي لا يسوغ لأحد منهم أن يحيد عنها قيد شعرة. ويدقق في اختيارهم وانتقائهم بكل عناية، فإذا ما شرعوا في أعمالهم باتوا ومستندهم الحكومة، ولا انفكاك لهم بعد.
وسنُخرج من مادة التعليم الجامعي دستور الدولة وكل ما يمت إليه وإلي المسائل السياسية بصلة. غير أن هذه الموضوعات يقصر تعليمها علي بضع عشرات من الذين يختارون من الطلاب اختيارًا لتفوقهم في الذكاء، وبهذا تقف الجامعات عن أن تقذف إلي العالم كل سنة بطائفة بعد طائفة من المخنثين الذين ينطلقون بخفة لتلفيق المخططات الدستورية ورسم المشروعات الهوائية، راقصين حول هذا كأنهم علي مسرح في رواية مضحكة أو مأساة، يتلهون بمناقشة موضوعات هي فوق مداركهم، ولم يسبق لآبائهم أن حذقوا شيئًا من دقة الفكر.
وكل مرحلة من مراحل العمر، تضبط قواعدها علي التحديد، ويجعل مقابلها ما يناسبها من العمل في الحياة. وأما النبغاء الذين يظهرون متفردين في الذكاء، والآن وفي كل زمان، فلهم من ألمعيتهم ما يمكنهم من تخطي حدود المراحل في حلبة الحياة، ولكن من البلبة علي هؤلاء المشرقين اللامعين أن يزاملهم من رفقائهم من حظه البلادة وقفز الموهبة، فيحاول هؤلاء المناكيد مزاحمة من هو أفضل منهم وامتاز عليهم بحكم الفطرة أو الجدارة في اتقان العمل. ولا يخفي عليكم ما أصاب »الغوييم« من نكبة بسبب ضلالهم في هذا الأمر.
وسنلغي حرية التعليم في جميع الوجوه. فالمتعلمون، وكل فريق منهم يتبع مرحلة من المراحل، يكون لهم الحق أن يجتمعوا مع آبائهم وأهليهم في أماكن عامة كاجتماعهم في منتدي. وفي هذه الاجتماعات أيام الاستراحة، يقوم الأساتذة الموكول إليهم الأمر، بقراءة مواد تجري مجري الخطب والمحاضرات، مجانية، تتناول العلاقات الإنسانية والقوانين مع الشواهد والأمثلة، كما تتناول شرح القيود والنواهي المتولدة من الصلات اللاشعورية بين الناس، وأخيرًا فلسفة النظريات الجديدة التي لم تعلن بعد إلي العالم. وهذه النظريات سنعلي من شأن قيمتها إلي حد أن ينيلها من جد الاعتبار ما للعقائد في الأديان، وهذا يقع في دور الانتقال نحو الوصول إلي ديننا في النهاية.
وإذ قد فرغت من عرض برامجنا العملية للحاضر والمستقبل، فإني أتلو عليكم الآن مجمل القواعد لتلك النظريات.
وبكلمة موجزة، إننا نعلم بالتجربة لعدة قرون، أن الشعب إنما يعيش علي الآراء ويهتدي بها، ويرتضع هذه الآراء عن طريق التعليم الذي يدارج مراحل الحياة. وهنا يختلف معنا الأمر من جهة أساليب التعليم وطرفه، فنحن بهذا الاختلاف في الأساليب، سنلاشي القديم إلي آخر آثر من آثاره، ونحصر زمام التعليم بأيدينا، فلا يبقي خيط من خيوط الفكر المستقل إلا وطرفه بيدنا، وهو ما كنا نستعمله سابقا لاستمالة الشعوب واجتذاب أفكارها.
وأسلوب التعليم الملجم للعقول، والطامس علي الأذهان، مطبق اليوم في المنهج المعروف بدروس الأشياء Object Lessons وهذه الطريقة غايتها إخمال أذهان »الغوييم« ودفعها نحو البلادة والاسترخاء، تنتظر أن يؤتي إليها بالأمثلة من الأشياء المحسوسة، جاهزة الشكل لتعرف ماهيتها بالصورة المشاهدة (بدلا من أعمال الفكرة)… وفي فرنسا نري أن هذه الطريقة قد نجحت كل النجاح حيث نري أفضل عملائنا من البرجوازية قد وضعوا لها المناهج العامة ومشوا عليها.
………………
في مقابل هذا المنهج الشيطاني والسياسة التخريبية وضعت الصهيونية منهجًا تعليميًا لأبناء الصهاينة مستمد من سيكولوجية العنف التربوي والتعليمي ويرتكز علي أساسين هما:
ــ استهداف الخصوم بصورة مباشرة وعلي نحو سريع، لتحقيق الانتقام الفوري العنيف.
ـــ تعظيم الإمكانات والقدرات النووية (الاستراتيجية) باعتبارها شرطًا ضروريًا للسيادة القومية، بحيث تسمح بخوض حرب بحجة حماية إسرائيل لأمنها القومي، وهكذا يمتلك القدرة علي التدمير بالضربة الأولي بصورة لا تسمح لخصومها بالدفاع نتيجة توالي الضربات؛ نظرًا لأن هذه الاستراتيجية ذات طابع هجومي وتستند علي مبدأ الاقتحام ومن ثم تثار الحوارات التربوية لدي الشباب الإسرائيلي عن مخاوف »الغزو العربي« لأرضها أو ضرورة الاستعداد لشن الحرب مقدمًا »لتحقيق غاية إسرائيل الكبري: دولة تمتد من النيل إلي الفرات، كما تدعو إلي ذلك العقيدة الصهيونية في طموحاتها الأسطورية.
فالتقدم الذي تشهده تقنيات العنف في إسرائيل وخاصة تكنولوجيا الصناعات العسكرية التي تقوم علي النظريات العسكرية الحديثة، وشبكات السلاح الحديثة وكيفية استخدام مبادئ الحرب التي تعتمد علي المفاجأة/ المبادأة/ المناورة/ قوة النيران ــ كل هذا يزيد من مخاطر وانتشار المصادمات مستقبلا ــ والدارس الإسرائيلي لايجد سبيلا آخر للإفلات سوي التلبية لسيكولوجية العنف، فكرًا وشعورًا وسلوكًا.
وتتوارث الأجيال تلك الأيديولوجية جيلاً بعد جيل، مما يؤدي في النهاية إلي بناء كيان يشجع التدمير والحرب. ولذلك تتركز كل أهداف الدولة في استمرار تجنيد وتدريب القوي البشرية في المستعمرات الاستيطانية بأحدث التقنيات التكنولوجية، ومن ثم يتشرب المتعلم أثناء تربيته هذه التوجهات التي تستهدف في نهاية المطاف خدمة أهالي الدولة التدميرية في اتجاهين: أولهما: تحقيق مصالحها في المنطقة بغرض مد نفوذها من خلال محاولات برمجة مناهجها تربويًا واقتصاديًا وثقافيًا من أجل استمرار سيطرتها علي الأراضي العربية المختلفة. وثانيهما: حماية المصالح الغربية في المنطقة وبخاصة ضمان المصادر النفطية والأسواق والانفتاح لاستهلاك السلع الأجنبية. فقد أدركت الصهيونية منذ تطلعها إلي »أرض الميعاد« في فلسطين إلي أنها في حاجة إلي تأمين وتوسعة وإلي تأسيس مقومات الدولة منذ أوائل القرن العشرين، وفلسطين ما تزال تحت الانتداب البريطاني. وكانت خطتها الرئيسية تعتمد علي التعليم المشبع بالطابع والمضمون العلمي والتكنولوجي في مختلف مراحله، وترسخ يقين الصهاينة بأن أمن إسرائيل عند قيامها إنما يعتمد علي قوة العلم والتطوير التكنولوجي لقيام مجتمع زراعي حديث، ولتوفير مقومات الدفاع والتوسع كلما أمكن من خلال توظيف تلك القوة في ضمان أمن المجتمع وحمايته من كل ما يهدد وجوده واستمراره في وسط محيط عربي، والمستهدف اقتلاع شعب من جذوره لتحتل أرضه وباختصار لن تنتمي إليه، وجودًا ولا مصالح ولا ثقافة.
…………………………
وبعد مرور 104 أعوام علي وضع بروتوكولات آل صهيون خرجت دراسة جامعة الدول العربية في عام 2002 لتؤكد نجاح آل صهيون في تنفيذ مخطط تخريب التعليم في عالمنا العربي وإجبار الكفاءات والاستثناءات العملية المتفوقة علي الهروب وعدم العودة لبلادهم مرة أخري فتقول الدراسة: ظاهرة هجرة العقول العربية إلي الخارج أو نزيف الأدمغة هي ظاهرة في ازدياد واطراد وليست في تراجع أو تقلص. وتكشف دراسات للجامعة العربية أن 54٪ من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلي بلدانهم.
…………………
تقرير جامعة الدول العربية بأرقامه كشف أن مصر هي ميدان الرماية الذي طبق فيه البروتوكول السادس عشر لآل صهيون وأن هناك حقائق ووثائق تكشف ذلك ولكن البعض منها محظور تداوله بمعني أدق قد يكون محفوظًا في أدراج المؤسسات واعتلاه التراب من ذلك الوثيقة القومية للسياسة التكنولوجية التي قدمت للرئيس الاسبق مبارك في عام 1985 .
وكذلك تقرير مجلس الشوري عن مستقبل البحث العلمي في مصر سنة 2004 والذي يؤكد تراجع الدعم الحكومي للبحث العلمي وانعدام ثقة القطاع الخاص فيه وأن الحكومة تتبني مبدأ دعه يعمل لنقل العلم بطريقة تسليم المفتاح بها وعدم وجود سياسة قومية مستقرة ومعلنة وأن القضية ليست تخريج علماء وإنشاء مراكز ورقية بالإضافة إلى أن”
……….
المصادر
تقرير جامعة الدول العربية2002البحث العلمى بين العرب واسرائيل
حكماء آل صهيون
الموساد اغتيال زعماء وعلماء
المصدر: صفحة حمادة إمام