كثيرًا ما نسمع ونقرأ عن ثوريين ومناضلين برؤاهم المستنيرة حقيقة، حول مفاهيم الثورة والمواطنة والعيش المشترك، ومستقبل سوريا الحرة والتي نحب جميعا. وما أورده ليس ذمّاً ولن يكون، فالطرح الذي يتبنوه أتبناه أنا أيضا ومعظم الشعب السوري يتفق معنا في أن هذه الثورة من أعظم ثورات العالم ضد الظلم والاستبداد والقهر، ولم تكن يوما ضد طائفة بعينها أو عرق بعينه، بل خرجت بشعاراتها الصريحة والواضحة بأنها ثورة شعب بكل طوائفه وإثنياته في مواجهة استبداد عانى منه جميع الشعب، وقهرٌ مُورِسَ على الجميع لأكثر من خمسين عاما. ثورة الكرامة كما أطلق عليها السوريون وثورة الحرية والعدالة. كل ذلك.. غالب الشعب السوري متوافقون عليه رغم كل حملات التشويه، ورغم كل محاولات السرقة التي انتهجها أصحاب الرايات السود، وأصحاب الرايات الصفر، وجميع التفاصيل المؤلمة والخطيرة والتي يعرفها الجميع، بل وعانى منها الجميع. وكي لا أستفيض في الأحداث والمجريات التي عايشناها خلال سنوات الثورة العجاف، وحتى لا أخرج أو أبتعد عن القصد سأطرح سؤالي بكل بساطة.. ما الفرق بينكم وبين تلك المشاريع والأجندات التي عانى منها السوريون؟؟ السؤال صادم ولا شك، وسينال حظه من الاستهزاء والضحك أيضا. كيف لا؟ وأنا أعلن مقارنة قد تبدو غاية في السخف والظلم بآن واحد. فكيف تقارن الفكر المتطرف بفكرنا المتنور، أفلا تدرك كيف نريد بلادنا وكيف أرادوها هم؟ بالعموم يرى الناس التطرف بعين واحدة، وفي صعيد واحد كأن نقول هذا متطرف ديني والآخر أكثر تطرفا.. وهذا قومي والآخر أكثر قومية أو عنصرية. نحن لسنا في صدد هذا مطلقا، نحن في صدد التطرف نفسه وما يعنيه.. فثقافة الشعب السوري في الغالب واضحة المعالم، بيّنة باعتدالها، جليّة بسماحتها فهل تتفق معي بأن أي فكر يلوي عنقها وينسف أصالتها ويميل باعتدالها هو فكر متطرف؟ فما الفرق إن كان دينيا أو قوميا أو علمانيا (يسارياً) كما يحبون أن يطلقوا على أنفسهم، إن كانوا جميعا
يعتقدون بأنهم فوق الشعب والأقدر على خلاصه ورفع شأنه وتطويره واستلام زمام قيادته. جميعكم قيّد الدين في الحدود والعبادات، فأحدكما أراد تعطيل الحياة والجمال والتسامح، والآخر أراد تعطيل العلم والسلوك والأخلاق. والسوريون يريدون كل هذه المعاني السامية. السوريون في ثورة آذار 2011 كانت ردة الفعل الأقوى على المتوارث البغيض من الجهل والخوف، وأخطر ما واجهته أنياب من وثقت بهم. أتفق بأن فشل النخب السياسية في سوريا نتيجة الاستبداد والقهر وسيادة الدولة الأمنية لعقود مضت، وبأن النخب السورية كانت إما مقموعة في السجون أو في بلاد الشتات.. ولكن السبب الحقيقي لا نعزوه بعدونا، فعدوك سيسعى دائما إلى تدميرك وعدم السماح لك بالنهوض لتقف في مواجهته. وثورة 2011 لم تكن الحراك الاول، ولم يتأخر انكشاف استبداد وظلم نظام الأسد حتى 2011، ولم تكن ممارساته القمعية والإجرامية بجديدة علينا. طبعا سيعطل الحياة السياسية، ولكن أين دور السوريين خلال خمسين عاما وأين وجهوا طاقاتهم وأموالهم؟ فالمسألة لا تتم قياسها مع بداية تأريخ الثورة بقدر ما هي تراكمات للجهل والاستسلام للخوف. والشعوب التي تجهل أعداءها يسهل جدا التلاعب بها. والنخب السياسية المنفصلة عن شعوبها، ولا تتحصن بالأخلاق والعلم من السهل شراءها. فالأنظمة المجرمة والفاسدة معا.. لو لم تجد سوقاً رائجاً لها لما استطاعت أن تحقق مآربها، وأن تنخر ثورتنا التي نؤمن بأنها ستنتصر بقيمها على الجميع.
مالك ونوس لدى المقاربة الحقيقية لجذور إجرام دولة الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن فصل هذا الإجرام بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني أخيراً،...
Read more