فايز هاشم الحلاق
هذي يَدي فَتَوَسّدي
ثمَّ ادْخُلي إلىٰ حَنايا دافِئٍ
ما زالَ بالغَضِّ النَّديْ
دقاتُهُ خُلِقَتْ لَكِ
من قبلِ أَنْ أَجْني ثِمارَ ثَغْرَكِ
من قبلِ أَنْ آتي أَنا
أَو كنتِ أَنتِ تُوْجَديْ
أَنتِ الرِّداءُ في شِتائي البارِدِ
بَلْ أَنتِ أَنتِ مِعْطَفيْ
فَتَلَطَّفي ثُمَّ اعْطِفي
فَأَنا بِكُلِّ جَوارِحيْ وَعَواطِفي
أَحيا بِكِ
وَسَعادتي أَنْ تُسْعَدي
فَتَنَاثَري وتَضَوَّعي علىٰ حَنايا أَضْلُعي
يا نَسْمَةً من غوطَةٍ
يا ديمَةً لا تَغْرُبي عن تُرْبَتي
تهاطَلي وتَساقَطي وتَبَدّديْ
علىٰ بُذورِ مَوْسِمي
كيْ تُنْعشي سوقَ النَّباتِ الأَجْعَدِ
ما أَنتِ إلَّا نَحْلَةٌ، تَكونَتْ
من أَجْلِ أَنْ تُعْطي بِشَكْلٍ دائِمٍ
حُلمُ الذُّكورِ مِنَ الحَريرِ زَهْرَةٌ
فيها العبيرُ بنشرِهِ المُتَجَدِّدِ
حَمَلَتْ عَديداً من نَدىٰ
لوناً وعِطراً في بَهاءٍ خالِصٍ
وشمائِلاً زادَتْ كثيراً حُسَّديْ
وتَمَثَّلَتْ في أَسْطُرٍ
– (إطْعامُ ضَيفٍ إِنْ حَضَرْ
وسُرورُ حِلٍّ لو نَظَرْ
وَصَدُّ فَقْرٍ إنْ غَدَرْ) –
والطِّفْلُ وَعْدٌ للعُلا في سُؤْدُدِ
في قُرْبِكِ يا بُعْدَ شُؤْمٍ أَسْوَدِ
هذا أَنا نِلْتُ المُنىٰ
ثُمَّ ارْتَوىٰ مِنْ كَوْثَرٍ
قَلبي الصَّديْ.
يا قُدْوَةَ النَّشْءِ الكَريمِ تَعَلَّميْ
وعَلِّمي، وزاحِميْ
نَجْمَ الثُّرَيّا، كَيْ تَكوني في المَقامِ الأَوَّلِ
أَمَّا أَنا فَلَمْ أَجِدْ عَرْشاً لَكِ
إلَّا مَقاماً واحِداً
هو أَنْ تَكوني رَبَّةً للمَنْزِلِ.