عبدو الأحمد
عادت للدوران عجلة اللجنة الدستورية السورية التي أنشئت برعاية الأمم المتحدة في أيلول الماضي لتعديل الدستور السوري اليوم الإثنين 24 آب، بحضور اللجنة المصغرة بين المعارضة والنظام والمجتمع المدني وموفد الأمم المتحدة إلى جنيف السويسرية.
وعقدت اللجنة اليوم صباحاً أولى جلسات جولتها الثالثة في حين علقت جلستها المسائية التالية المقررة اليوم بسبب اكتشاف 3 حالات إصابة بفيروس “كورونا” من القادمين من دمشق وفقاً لما قالته وسائل إعلامية عدة.
وبدأت أعمال اللجنة الدستورية في تشرين الثاني 2019، باجتماعات في جنيف السويسرية، لتتوقف في ذات الشهر، وسط اتهامات للنظام بالمراوغة لتعطيل عمل اللجنة، وفي 29 تشرين الثاني الماضي، فشلت الجولة الثانية دون عقد اجتماع بسبب عرقلة النظام.
واليوم بدأت الجولة الثالثة بحضور جملة من الظروف التي أحاطت الجولتين السابقتين وعلى رأسها عدم وجود الجدية للأطراف الدولية الفاعلة بالأزمة السورية في إحداث أي تغيير حقيقي في سوريا.
ولعل غياب الجدية الدولية في إحداث التغيير ألمح إليها المبعوث الأممي غير بيدرسون الجمعة الماضي عندما دعا إلى عدم توقع “معجزة” في الجولة الثالثة مؤكداً أنها لن تشكل حلاً لإنهاء الحرب السورية.
الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو، قال في حديث مع راديو الكل اليوم، “كل الظروف المحيطة التي أدت إلى تعطيل الجولتين السابقتين للجنة الدستورية حاضرة الآن وليس هناك ما يدعو روسيا والنظام إلى فرض مسار جديد”، متوقعاً أن تأخذ هذه الجولة معيار سابقتيها.
وأوضح سعدو أن من بين تلك الظروف هو إصرار النظام على تسمية وفده في اللجنة “وطنياً” وليس “حكومياً” للتهرب من أي نتائج من الممكن أن تتوصل إليها اللجنة، في ظل غياب أي ضغط روسي أو أمريكي قوي يجبر النظام على التراجع والمضي قدماً في التغيير.
وأشار إلى أنه وحتى الآن لايوجد تفاهم مطلق بين موسكو وواشنطن بما يخص اللجنة الدستورية أو عملية الانتقال السياسي حيث ما زالت الأمور بين الدولتين في إطار المصالح التي لا تستدعي التغيير الملموس في ظل غياب بديل يحقق مصالح الدولتين.
ونوه سعدو في حديثه مع راديو الكل اليوم، إلى أن سياسة الولايات المتحدة ما زالت تدعو إلى تغيير سلوك النظام وليس تغييره كاملاً على الرغم من إقرار عقوبات قيصر.
وبالنسبة للمعارضة السورية، قال سعدو إن المعارضة ذهبت اليوم إلى الجولة الثالثة بدون أن يكون بيدها أي شيء بعد أن وضعت يدها في سلة الخارج، وأصبحت نتاج الخيارات الدولية، حيث لم تنتج أي شيء خلال الفترة الماضية.
ويوم الجمعة الماضي، دعا المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، إلى عدم توقع “معجزة” أو “نقطة تحول” في الجولة الثالثة من مفاوضات اللجنة الدستورية السورية مؤكداً أن المباحثات “عملية طويلة وشاقة”، ولن تشكل حلاً لإنهاء الحرب السورية.
وكان بيدرسون أعلن في 30 من آذار، توصل النظام والمعارضة لاتفاق على جدول أعمال اللجنة الدستورية، غير أن تدابير وقف الرحلات الجوية التي اتخذتها معظم الدول للوقاية من وباء “كورونا” أسهمت في تأجيل انعقاد اجتماعات اللجنة.
وتتألف اللجنة الدستورية من 150 عضواً، بواقع 50 ممثلاً لكل من المعارضة والنظام والمجتمع المدني، ومن المنتظر أن تقوم بعملية إعادة صياغة الدستور السوري، تحت إشراف أممي.
وبدأت أعمال اللجنة الدستورية في تشرين الثاني 2019، باجتماعات في جنيف السويسرية، لتتوقف في ذات الشهر، وسط اتهامات للنظام بالمراوغة لتعطيل عمل اللجنة.
المصدر: راديو الكل