في محاولة منها لسحب ما تبقى من بساط رامي مخلوف من تحت أقدام مؤيديه ممن كان “يتصدق” عليهم ببعض الأموال والعطايا العينية، نظمت جمعية “العرين” التي أنشأتها أسماء الأسد اجتماعا ضخما وحاشدا في وسط منطقة شهدت أشد معارك ومجازر النظام في حمص.
التجمع الذي نظمته “العرين” اختارت له ملعب “بابا عمرو” المنطقة التي لا تغادر الذاكرة السورية، بسبب ما جرى فيها من جرائم وانتهاكات على يد جيش النظام وشبيحته.
“العرين” التي أنشأتها أسماء الأخرس لتكون بديلا عن “جمعية البستان” التابعة لرامي مخلوف، تواصلت مع آلاف مؤلفة من ذوي قتلى النظام، ومن جرحاه وأهاليهم من أجل حضور حفل ضخم لـ”تكريمهم”، لكن ما حدث كان معاكسا لعنوان الحفل، حيث حضر هؤلاء حفلة إذلال، أصابتهم بصدمة، وانقلبت على سمعة “العرين” ومن يتولون شؤونها.
فقد تناقلت فئة ممن حضروا “الحفل” منشورات استياء وغضب مما حدث، واصفة إياه بالإهانة، وموضحة أن “العرين” تواصلت مع “ذوي الشهداء والجرحى” في حمص وريف، داعية إياهم لحضور “تكريم” جماهيري في ملعب “بابا عمرو”.
ولاحقا تجمهرت أفواج المدعوين عند الظهيرة استعدادا لركوب الحافلات، حيث تم نقلهم للمعلب، ولما وصلوا وجدوا المكان محاطا بدوريات المخابرات من كل صوب، مع صور ضخمة لكل من بشار الأسد وزوجته أسماء، بوصفهما “راعيي الشهداء”.
وبينما كانت الأجواء توحي بحضور بشار وأسماء، أو حتى مسؤول “رفيع”، صدم آلاف المحتشدين بالملعب ببدء حفل “التكريم” عبر مرور بعض السيارات المحملة ببسكويت وعبوات مياه، بدأت توزعها على الحضور بطريقة الرمي، وهو ما جعل الكثيرين يحسون بالإهانة العميقة، وأكمل ذلك أحد المسؤولين “المجهولين”، موفدا من النظام لـ”رعاية الحفل”، حيث خطب بالجموع ثم طلب منهم الانصراف “بهدوء”، وكانت هذه الكلمات في ختام خطابه بمثابة دلو ماء بارد للغاية، صبه على الجميع، الذي تلقوا درسا جديدا في الإذلال.
وقد وصلت إلى جريدتنا معلومات تفيد بأن “العرين” نجحت في حشد آلاف مؤلفة من ذوي قتلى وجرحى النظام، ليس بالاعتماد فقط على أسلوب “الترغيب” المعسول والكاذب، بل استخدمت أيضا أسلوب الترهيب، الذي توعد أي متخلف عن الحضور بقطع راتبه وحرمانه من أي معونات قد تقدمها “العرين”.
المصدر: زمان الوصل