عدنان أحمد
قصفت قوات النظام السوري، فجر وصباح السبت، عدة قرى وبلدات في ريف إدلب الجنوبي، شمالي غرب سورية، فيما قتل عنصران من “الجيش الوطني السوري” جراء انفجار لغم على محاور القتال في تل تمر شمالي الحسكة، وذلك عقب صدّ الجيش محاولة تسلل قام بها عناصر من “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في المنطقة.
وذكرت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، أن قوات النظام قصفت قرى وبلدات الفطيرة وكنصفرة وسفوهن وفليفل والبارة وبينين جنوبي إدلب، من دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية. يأتي ذلك بعد ساعات من شن طائرات حربية روسية غارات استخدمت فيها صواريخ شديدة الانفجار واستهدفت الحرش الغربي لمدينة إدلب، وذلك بعد استهداف المنطقة ذاتها بصاروخ نوع أرض-أرض، أطلق من قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية.
إلى ذلك، سجّل ما يسمى “المكتب التمثيلي للجنة الروسية التركية المشتركة للنظر في القضايا المتعلقة بانتهاكات نظام وقف الأعمال العدائية في سورية” 31 انتهاكاً في منطقة إدلب أمس الجمعة، وفق ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وبحسب المكتب، فإن الانتهاكات توزّعت على 5 في حلب، و2 في اللاذقية، و21 في إدلب، و3 في حماة، متهماً فصائل المعارضة بخرق الاتفاق.
ومطلع الشهر الجاري، اتهم رئيس مركز المصالحة الروسي ألكسندر غرينكيفيتش “هيئة تحرير الشام” بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد في إدلب 38 مرة.
من جهة أخرى، صدّ “الجيش الوطني السوري” محاولة تقدم لقوات “قسد”، على محور بلدة تمر بريف رأس العين شمال الحسكة. وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن عناصر “قسد” حاولوا التسلل إلى قرية “أم شعفة” في محور بلدة تمر، فتصدى لها “الجيش الوطني” وقتل أربعة من عناصرها، فيما قتل عنصران من “فرقة السلطان مراد” جراء انفجار لغم في ذات المنطقة التي تشهد اشتباكات.
وفي سياق متصل، قصف “الجيش الوطني” مواقع لـ”قسد” في قريتي عنيق الهوى ومحمد شيخو ومناطق مجاورة قرب خطوط التماس، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية ونزوح بعض المدنيين إلى مناطق مجاورة، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وخلال الفترة الماضية، تصاعدت المواجهات بين قوات “قسد” من جهة و”الجيش الوطني” والقوات التركية من جهة أخرى، في مناطق شمال سورية الممتدة بين مدينتي تل أبيض شمال الرقة ورأس العين شمال الحسكة، حيث أعلنت الدفاع التركية أكثر من مرة خلال الأيام الماضية عن إحباط محاولات تسلل من “قسد”.
غارات على المليشيات الإيرانية
إلى ذلك، شنّت طائرات مجهولة الهوية غارات على مواقع للمليشيات الإيرانية في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، شرق سورية، فيما شنّ تنظيم “داعش” الإرهابي مزيداً من الهجمات على أهداف تابعة لقوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معها.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء أمس الجمعة، أن طائرات مجهولة الهوية شنت غارات جوية لليوم الثاني على التوالي، على مناطق انتشرت فيها مليشيات موالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية، في محيط بادية السبخة جنوب شرقي مدينة الرقة، من دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
من جهتها، ذكرت صفحة “الرقة تذبح بصمت” على موقع “فيسبوك” أن طائرات مجهولة الهوية، يُعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، قصفت الليلة الماضية أهدافاً غير معروفة من أجواء مدينة الرقة. وأوضحت أن عدداً من واجهات المحلات وبعض نوافذ المنازل في مدينة الرقة تضررت، نتيجة الضغط بعد إطلاق الصواريخ. ورغم أن الصفحة أكدت أن القصف لم يستهدف أي مواقع داخل مدينة الرقة أو ريفها، إلا أن معلقين على المنشور نشروا صوراً تظهر شظايا قالوا إنها وقعت فوق منازلهم بعد إطلاق الصواريخ.
إلى ذلك، قُتل حوالي 75 عنصراً من قوات النظام وتنظيم “داعش” الإرهابي، خلال أسبوعين من العمليات العسكرية ضمن البادية السورية، وفق المرصد السوري.
وأضاف المرصد، اليوم السبت، أن التنظيم يصعد نشاطه في عموم البادية السورية، عبر الكمائن والعمليات المباغتة، إضافة إلى تفجيرات تستهدف أرتالاً ومواقع ونقاطاً تابعة لقوات النظام والمليشيات الموالية لها في المنطقة، فيما تحاول الأخيرة بإسناد من طائراتها والطائرات الحربية الروسية الحد من نشاط التنظيم عبر حملات أمنية وقصف جوي ومدفعي مكثف، إلا أن جميع تلك المحاولات لم تأت بنتيجة حتى الآن.
وأوضح أن العمليات العسكرية للتنظيم تتركز في الآونة الأخيرة ضمن ريف حماة الشرقي وبادية الرقة بشكل رئيسي، إضافة إلى بادية السخنة، حيث قُتل منذ مطلع الشهر الجاري 48 من عناصر قوات النظام والمليشيات الموالية لها، مقابل 27 من عناصر تنظيم “داعش”.
وفي سياق متصل، أعلن الناطق باسم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، واين ماروتو، أن التحالف وشركاءه في سورية والعراق نفذوا 14 عملية ضد التنظيم خلال أسبوع.
وقال ماروتو، في تغريدة نشرها، أمس الجمعة، عبر حسابه الرسمي على موقع “تويتر”، إن شركاءَهم في “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) وقوات الجيش العراقي ألقوا القبض على خمسة قياديين في التنظيم، إضافة إلى مقتل أربعة عناصر في عمليات متفرقة بين سورية والعراق.
من جهة أخرى، ذكر موقع “رابطة المستقلين الكرد” أن (قسد) أفرجت عن قيادي بارز في تنظيم “داعش” متهم بارتكاب جرائم حرب أثناء سيطرة التنظيم على الجزيرة السورية.
وبحسب الموقع، فإن “قسد” أطلقت سراح عبد الحميد الديري الذي كان “أمير ديوان العلاقات العامة” في تنظيم “داعش” بعد اعتقال دام أكثر من عامين، مشيراً إلى أن الديري هو أحد المتهمين بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين خلال سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في سورية.
وبحسب “مركز الفرات لمناهضة العنف والإرهاب”، فإن الديري كان ضابطاً في قوات النظام السوري قبل أن يتم طرده، بسبب عمليات سرقة قام بها ضد اللاجئين العراقيين، وأسس تجمعاً وهمياً وقام بجمع الأموال لينضم بعدها إلى تنظيم “داعش”.
المصدر: العربي الجديد