نشر الجيش الإسرائيلي صوراً لمقر الفرقة السابعة التابعة لقوات النظام السوري، أظهرت الدمار الذي لحق به جراء غارة نفذتها مقاتلات إسرائيلية رداً على زرع ثلاث عبوات ناسفة في هضبة الجولان المحتلة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تغريدة: “مجمع عسكري كان يستخدمه فيلق القدس الإيراني في محيط دمشق قبل وبعد الضربة الإسرائيلية. شاهدوا كيف بدت قيادة الفرقة السابعة في الجيش السوري بعد استهدافها”.
ونقلت قناة “الحرة” الأميركية عن مصدر إسرائيلي أنه تم استهداف مكتب قائد الفرقة أكرم حويجة شخصيا، مضيفاً أنه يتعاون مع إيران وميليشيات موالية لها لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
وقال المصدر إن إيران تستغل الأوضاع المعيشية السيئة للسوريين في جنوب سوريا ومنطقة جبل حوران تحديداً لتجنيد مقاتلين لحسابها. وأضاف أن إسرائيل على استعداد لتقديم المساعدات الضرورية لهم عن طريق منظمات دولية مثل الصليب الأحمر أو القوات الأممية في الجولان.
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن الجيش الإسرائيلي نفّذ هجماته الواسعة في عمق سوريا بهدف توجيه رسالة مفادها أن انتهاء حقبة دونالد ترامب وتولي الرئيس المنتخب جون بايدن مقاليد الحكم في واشنطن لن يؤثر على عزم إسرائيل مواصلة العمل على تحقيق أهدافها في العمق السوري.
وأضافت الصحيفة أن الهجوم جاء للتأكيد على أن عودة القوى العظمى، وضمنها الولايات المتحدة في عهد بايدن، للاتفاق النووي مع إيران لن تؤثر على مخططات إسرائيل لمواصلة عملياتها في سوريا، مشيرة إلى أنه من غير المستبعد أن تعمل إسرائيل أيضا ضد البرنامج النووي الإيراني.
وتابعت أن الهجمات الواسعة على سوريا جاءت رداً على مسؤولية الإيرانيين عن عمليات زرع العبوات الناسفة بالقرب من الحدود السورية-الإسرائيلية. ورأى معد التقرير أن الهجمات تمثل أيضاً رسالة لنظام بشار الأسد لتحذيره من أنه في حال لم يعمل على منع تحول جنوب سوريا إلى ساحة للعمل ضد إسرائيل فإن جيشه سيتلقى الضربات.
من جهة أخرى، لفتت الصحيفة إلى أن الهجمات تمثل رسالة ل”حزب الله” الذي ما زال يصرّ على الانتقام لمقتل أحد عناصره في سوريا، مضيفة أن الهجمات توضح لقيادة الحزب أن الرد الإسرائيلي على أي استفزاز يقدم عليه يمكن أن يكون غير متناسب.
في المقابل، ذهب محلّلون عسكريّون إسرائيليون إلى أن الرد الإسرائيلي “لا يتناسب مع اكتشاف حقل لم يؤدّ إلى قتل جندي” وأن “الحقل لو اكتشف في قطاع غزّة لما ردّ الجيش الإسرائيلي عليه”.
وكتب المحلّل العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن سوريين من قرى المنطقة هم من وضع القنابل، وأن “الحرس الثوري الإيراني هو من يبادر إلى هذه الفعاليّات، ويزوّد بالقنابل ويشغّل الخلايا، لكنّ للمهمة نفسها يُرسَل مدنيون سوريون مقابل المال”.
بينما ذكر المراسل العسكري للقناة (11) أن الجيش الإسرائيلي يعتقد بشكل متزايد أن من وضع القنابل هم “سوريّون سبق أن تلقّوا علاجاً في إسرائيل” قبل عام 2018، وهذا يعني “أنّهم يعرفون الطرقات جيدًا في المنطقة”.
وحول أسباب الردّ “غير المتناسب” على اكتشاف هذا الحقل، قال المحلّل العسكري لصحيفة “معاريف” طال ليف رام إنها هدفت إلى إبلاغ “سوريا وإيران أن على كلّ عملية إرهابيّة وخرق للسيادة من سوريا، ستردّ إسرائيل بشكل غير متناسب”.
وتابع: “وفق هذا المنطق، كل محاولة لعمليّة على الحدود في الجولان من قبل جهات معادية في سوريا ستؤدي إلى هجمات من قبل سلاح الجو ضدّ أهداف سورية وإيرانية على السواء. كلّما كان الحدث أكثر شدّة، كلما كان الردّ أكثر شدّة، كذلك”.
وأضاف ليف رام أن هناك قناعة في الجيش الإسرائيلي بضرورة أن يكون الردّ “واضحاً ومثابراً منذ البداية، بخلاف ما يجري في الجبهة الجنوبيّة” لوقف بناء جبهة قتال جديدة في الجولان قال إنّ فيلق القدس و”حزب الله” اللبناني يعملان على بنائها.
المصدر: المدن