حصلت “زمان الوصل” على شهادة جديدة قد تحول مسار محاكمة كل من العقيد “أنور رسلان” رئيس قسم التحقيق في “فرع الخطيب”، والمساعد أول إياد الغريب أحد ضباط الصف بالفرع نفسه أمام المحكمة الإقليمية العليا في مدينة “كوبلنز” الألمانية، وخاصة بعدما أورد “أنور رسلان” في إفادته التي قرأها محاميه أمام المحكمة منذ أشهر عبر سلسلة من ادعاءات غير قابلة للتصديق، حيث ينكر فقط أنه مارس التعذيب، بل أنكر حصول التعذيب في فرع “الخطيب” من أساسه، وادعى أنه ساعد في إطلاق سراح معتقلين أثناء فترة خدمته.
*خلفية الشاهد
الشهادة التي حصلت عليها “زمان الوصل” صاحبها أحد صف الضباط الذي سبق له الخدمة لسنوات طويلة في القسم 40 التابع للفرع 251، وعدد من المفارز الأمنية التابعة للقسم 40 الذي يرأسه العميد “حافظ مخلوف” ابن خال بشار الأسد، الذي وصفه المصدر بأنه الرجل الثاني في سوريا بعد بشار الأسد والمسؤول الأمني الأول في النظام.
في معرض شهادته عن فترة خدمته في القسم 40، عايش الشاهد بشكل مباشر أحداثاً أمنية كبيرة شهدتها سوريا، وكان لـ”حافظ مخلوف” دور رئيسي فيها، والتي ستنشرها “زمان الوصل” تباعاً، بالفترة من بداية عام 2005 وحتى الأعوام الأولى للثورة.
*الشاهد وأنور رسلان
يبدأ الشاهد بالتأكيد على استعداده الإدلاء بشهادته امام المحكمة ومواجهة العقيد “أنور رسلان” في حال تم ضمان السرية والحماية له ولعائلته، ومواجهته بحقائق وأحداث حصلت خلال عمله في الفرع 251 وإدارة المخابرات العامة الفرع 285، وتفنيد أقواله ودحضها أمام هيئة المحكمة والادعاء التي أنكر فيها مسؤوليته عن التعذيب في الفرع 251 الذي كان يرأس فيه قسم التحقيق، قبل “انشقاقه” وانضمامه إلى صفوف المعارضة السورية كما ادعى وذكر.
يقول الشاهد تعقيباً على إفادة المتهم رسلان:”إن ادعاءه بمساعدة المعتقلين بإخلاء سبيل عدد كبير من المعتقلين من الفرع 251 غير صحيح، لأن رسلان غير قادر على ذلك وليس له صلاحية اتخاذ هذا القرار، فمن يملك تلك الصلاحية هو العميد “توفيق يونس” رئيس الفرع، إضافة إلى سبب آخر ساهم في إخلاء السبيل بعض المعتقلين الموقوفين لدى الفرع مع انطلاقة الثورة عام 2011، وهو عدم قدرة الزنزانات على استيعاب الأعداد الكبيرة من المعتقلين، لذلك كان يتم انتقاء المعتقلين الأكثر أهمية بالنسبة للفرع، ويطلقون سراح باقي المعتقلين الذين اعتقل معظمهم من شوارع العاصمة دمشق بشكل عشوائي وتعسفي في ذلك الوقت.
أما بالنسبة الى ادعاء المتهم “رسلان” أنه لم يعذب المعتقلين، ربما قد يكون صادقاً في ادعائه أنه لم يمارس ويشارك في عمليات التعذيب بنفسه وبشكل شخصي مباشر، لكن الشاهد أكد أنه كان لا يتم تعذيب أي معتقل إلا بأمر منه شخصياً ولا يستطيع أي سجان تعذيب أي معتقل إلا بأمر مباشر من “رسلان” كونه رئيس قسم التحقيق داخل الفرع 251.
و عن نفي “أنور رسلان” لوجود التعذيب داخل الفرع 251، يقول الشاهد “إن هذا الادعاء عار عن الصحة، فالفرع 251 منذ تأسيسه وكذلك أي فرع مخابرات في سوريا يتم فيه تعذيب المعتقلين وانتزاع الاعترافات منهم بالقوة، ولا يوجد في الفروع الأمنية في سوريا أي وسائل تعذيب ممنوعة، المهم هو انتزاع الاعترافات من المعتقلين تحت أي ظرف كان ودون مراعاة كون المعتقل رجلا أو امرأة أو شابا أو مسنا”.
وعن عمليات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية في الفرع 251، يقول الشاهد “برأيي أن رسلان قد يكون بريئا منها ولم يمارسها بشخصه، لكن بذات الوقت لا أستطيع نفي حدوث مثل تلك الانتهاكات والاعتداءات الجنسية على المعتقلين من قبل بعض سجانين وعناصر الفرع خلال التحقيق والتعذيب.
*الأدوار بين ضباط الفرع 251؟
ولدى سؤالنا الشاهد عما ورد في إفادة رسلان أمام المحكمة الألمانية والتي تنصل فيها من أية مسؤولية مباشرة داخل الفرع بعد انطلاق الثورة عام 2011، أجاب الشاهد “بالنسبة لتحميل رسلان المسؤولية الكاملة لمدير جهاز المخابرات العامة أو رئيس الفرع 251 ورئيس القسم 40 فهذا الادعاء غير صحيح، لأن مدير شعبة المخابرات العامة أياً كان علي مملوك او ديب زيتوني لا معرفة مباشرة لهم بما يجري من اعتقالات وتحقيقات داخل الفرع 251، لأنه فرع مستقل” .
ويتابع “أما بالنسبة لرئيس الفرع توفيق يونس فإنه كان يعلم اسماء المعتقلين، وله صلاحية إصدار قرارات إخلاء السبيل، أما رئيس القسم 40 حافظ مخلوف اؤكد لكم أنه لم يزر السجن بشكل شخصي داخل الفرع خلال فترة خدمتي، لكنه له صلاحية إصدار اوامر فيما يتعلق بمعتقلين تم اعتقالهم عن طريق القسم 40 الذي يرأسه، وبالتالي فإن رسلان هو المسؤول المباشر عن كل ما حصل في قسم التحقيق وكل ما جرى فيه من انتهاكات وجرائم خلال فترة خدمته”.
ونفى الشاهد قول “رسلان” إن رئيس الفرع “توفيق يونس” دعاه إلى مكتبه وحاول تهديده، معتبرا أن “رسلان لو لم يكن من الضباط الأوفياء المخلصين للنظام لما تم نقله إلى الفرع 285 الذي يمثل إدارة المخابرات العامة، والذي يدعي رسلان أنه نقل إليه لأن غير موثوق، فهذا الكلام يخالف الحقيقة والمنطق أيضا فنقل انور رسلان من الفرع 251 الى رئاسة قسم التحقيق في إدارة المخابرات العامة، هو ترفيع ويأتي على سبيل المكافأة ونظراً لدوره وإخلاصه في عمله وما قدمه خلال رئاسته لقسم التحقيق في الفرع 251”.
المصدر: زمان الوصل