د- زكريا ملاحفجي
هل يُغلق باب القطيعة بين البلدين الشقيقين، بعد سنتين منها وتصعيد قبل شهرين بمقاطعة اقتصادية، ثم عاد أمل شعوب المنطقة بتقارب بين شقيقين مهمين في المنطقة وهو التقارب السعودي التركي عندما أعلن المكتب الرئاسي في تركيا، في بيان أصدره يوم السبت (21 تشرين الثاني/ نوفمبر)، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والملك سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية اتفقا على تحسين العلاقات الثنائية بين أنقرة والرياض وأوضح المكتب أن الجانبين اتفقا على الإبقاء على فتح قنوات الحوار بين البلدين من أجل تحسين العلاقات الثنائية وتسوية القضايا الخلافية، وأشار المكتب إلى أن كلا الزعيمين اتفقا على هذا في اتصال هاتفي في إطار قمة العشرين.
تفاءلت شعوب المنطقة بتحسن العلاقة بين أهم بلدين في الاقليم وهذا فألٌ حسن لشعوب المنطقة التي تعاني الصراع والويلات والعبث بقضاياها عبر حروب عنيفة وحرائق مجتمعية، حرص كثيرون على إبقائها مشتعلة لحسابات ومصالح لا تمت لتلك الشعوب وتلك الدول بفائدة ومصلحة.
هناك دول تحمل معنى الصداقة لهذه الشعوب لكن تأثيرها محدود وبعيدة جغرافياً فليس لها مصلحة مباشرة بأي حل مباشر. فالدور اليوم هو على المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية هو الأهم على مستوى الشرق الأوسط، وثمة فرصة من ضعف إيراني عبر سلسلة عقوبات مفروضة عليها وقيادة أميركية جديدة، فالحروب والحرائق المشتعلة في المنطقة باتت تهدد كلا الدولتين عبر تنظيمات إرهابية يتم تسمينها من أطراف شتى وبذرائع شتى، ومنها الإيراني الذي يدعم الحوثي وحزب العمال الكردستاني بذات الوقت، وهذا نذير شؤم للمنطقة بعدم الاستقرار مالم ينتهي هذا العبث عبر تسمين هذه القوى، والمؤسف أن نافخي الكير في تأجيج الصراعات والعلاقات في المنطقة كثُرٌ جداً فالتدمير الذاتي لهذه الشعوب والدول في المنطقة من العراق وسورية واليمن وليبيا هو هدف مقصود بذاته، واستراتيجية يتم العمل عليها وهو خدمة لمصالح وأطماع الكثيرين.
إن تعميق العلاقة بين السعودية وتركيا خطوة مهمة وفرصة لتعزيز السلام والأمن في المنطقة، فلا حل يحصل في المنطقة بدون إشراف ومساهمة من المملكة العربية السعودية وتركيا، ولاسيما في العشرة سنوات الأخيرة تشابكت وترابطت كثير من القضايا العربية مع تركيا بطبيعة الجغرافيا السياسية والموقع، وقد كانت وصلت ذروة العلاقة في 2016 عندما منحت تركيا أعلى وسام وهو وسام الجمهورية للملك سلمان بن عبد العزيز، ثم ما لبثت أن تراجعت العلاقة، ولعل القادم يطوي صفحة القطيعة، ليفتح صفحة من توحيد الجهود التي لا تعود بالفائدة ليس على الدولتين فحسب، بل على المنطقة كلها وأولها العراق وسورية واليمن وباقي دول المنطقة المتوترة.
الأحداث الأخيرة تشير إلى اقتراب عودة العلاقة مع قطر إضافة لتركيا، وهذا إن تصاعد في مستوى العلاقة وعمقها فسوف تشكل تحالف قوي في المنطقة، قادر على ضبط المنطقة وتخليصها من قوى التخريب وإضعافها وتحييدها تماماً، ولعل الأيام القادمة تحمل مزيد من التعاون الذي يثمر الخير دوماً.
وعندما تضافرت الجهود في دعم القوى الثورية السورية كادت تحسم المعركة ثم ما لبثت أن تراجعت بمتغيرات ومعطيات كثيرة من مساندة للنظام مباشرة ومن تراجع مستوى التنسيق والتعاون في القضية السورية، والتي يتطلع أهلها إلى انفراج بزوال الطغمة الخبيثة العابثة في المنطقة والجاثمة فوق صدور السوريين. ولهذا تتفاءل شعوب المنطقة بعودة العلاقة بين الشقيقين.
المصدر: اشراق