مصطفى محمد
فيما يعاني الائتلاف السوري من ردود الفعل التي أثارها قراره تشكيل “المفوضية العليا للانتخابات”، والتبعات المستمرة رغم إيقاف القرار، يحاول نائب رئيس هيئة التفاوض السابق خالد المحاميد الركوب على موجة الغضب الشعبي السائد ضد الائتلاف، من خلال الحديث عن تشكيل جسم سياسي جديد.
يعتمد الجسم الذي كشف عنه المحاميد خلال ظهور له على قناة العربية-الحدث، على حراك ودعم سعودي ومصري وإماراتي وأردني، وعلى حاضنة شعبية طامحة إلى تحقيق الحل السياسي، وفق قوله.
يُقرأ في إعلان المحاميد، أن هذا الجسم سيشكل منصة للهجوم على الائتلاف الذي تشكل المعارضة المدعومة من تركيا نواته الصلبة، ما يعزز بشكل أكبر المنافسة بين الدول الأربع (السعودية، مصر، الإمارات، الأردن)، وبين تركيا.
تزداد الأدلة على ذلك وضوحاً، بإعلان الدول العربية الأربع عن توافقها على مبدأ رفض الدور التركي والإيراني في سوريا، وذلك في ختام اجتماعها بالقاهرة في 26 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لمناقشة الملف السوري.
لكن المعارض السعودي، مؤسس “الحركة الإسلامية للإصلاح”، الدكتور سعد الفقيه، قلّل من حجم قرار هذه الدول قائلاً: “ليس لهذه الدول مواقف، وإنما مواقفها تتبع الولايات المتحدة “. وأضاف ل”المدن”، أن “الدول الأربع تريد بقاء بشار الأسد، حتى ببقاء علاقته بإيران، لأن البديل عن الأسد يمثل الشعب السوري”.
ولا يمكن تجاهل الدور الروسي، إذ ثمة شبه إجماع لدى شريحة واسعة من المعارضة السورية، على حضور ظل موسكو في أي تحرك يقوم به المحاميد، نظراً للعلاقة القوية التي تربطه بها.
الفيلق الثامن ذراع الجسم السياسي الجديد
المسألة الأهم، هي حاجة الجسم السياسي لذراع عسكرية على الأرض. ويُعرف عن المحاميد علاقته الوطيدة بصهره أحمد العودة، قائد “اللواء الثامن” التابع ل”الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا.
وفي هذا الصدد، يُرجح مصدر من درعا ل”المدن”، أن يكون “اللواء الثامن” ذراع الجسم السياسي الجديد، في حال تم الإعلان عنه فعلاً. ويقول: “لن تبخل روسيا على المحاميد بالدعم السياسي والعسكري، لأن الثمن هو كسر قاعدة تمثيل الائتلاف للمعارضة في المفاوضات الأممية، وصولاً إلى إبقاء الأسد في السلطة”.
وهو ما أكد عليه أمين عام “المجلس السوري للتغيير” المحامي حسان الأسود قائلاً: “يحتاج هذا الجسم السياسي إلى قوة تنفيذية، والأقرب أن يؤمنها اللواء الثامن، لكن في ظل عدم توفر المؤشرات، لا نستطيع الجزم بذلك”.
وأوضح ل”المدن”، أن اعتماد “اللواء الثامن” ذراعاً للجسم السياسي، لا تؤكده الوقائع على الأرض، حيث لم تعمد روسيا إلى توسعة اللواء ولا إلى دعمه مالياً لينفذ مهام بحجم إخراج إيران من الجنوب، والهدف من تشكيله استيعاب المقاتلين في فصائل الجيش الحر سابقاً، لتفويت فرصة استقطابهم من إيران.
وقال الأسود: “قد يعكس حديث المحاميد تنسيقاً روسياً مع الدول الأربع المذكورة سابقاً، وكذلك قد يأتي في إطار صراع المحاور، بمعنى آخر، تحاول هذه الأطراف غير الراضية عن علاقة الائتلاف بتركيا، كسب الوقت قبل تسلم الإدارة الأميركية الجديدة، بالإعلان عن أجسام سياسية، لكسر قاعدة تمثيل الائتلاف للمعارضة السورية”.
وأضاف “يُفترض النظر إلى ما تحدث عنه المحاميد، في إطار محاولة الدول العربية إعادة سوريا إلى الحضن العربي، بالتعاون مع روسيا القوة الأكثر تأثيراً في المشهد السوري”، متسائلاً: “لكن أي حضن عربي هذا الذي يمكن أن يوافق على صفقة تُبقي بشار الأسد أو نظامه مقابل إخراج إيران من سوريا؟ سيكون أمام هذا المسعى تحدٍ كبير يتمثل بالمقاومة الشعبية لبقاء هذا النظام”.
المصدر: المدن