محمود سرساوي
لا تذهبي أكثر
في الخامس والعشرين من شتاء هرم
وبروق دانية في اليم
وسعف الريح يحاور جذع الفاصلة
ارفع عن اجنحتي غبار الليل
واوافيك
اذهب الى بياضك مغتسلا بطيب غدي
احاول ريشة ظل يهوي في مهب براءتي
اخربش رسوم مكابدتي على جدران لا اعرفها
واستل قلبي امام غيابك
واضحة كأنك عيني
غامضة كأنك الهاوية
اناديك
والمراكب ترفل في عزلتها
والبحر ذئب جائع
والتيه الفارع مروحة للرمل
وانا مابين لفظ ولفظ
اتقلب في مخارج يقظتك
وادعو على نيتي ان ترى
وعلى يدي ان تصل
وعلى لمستي ان تقول
ادعو نجومي لان تكمل لطافتها في سريرك
فاكون رسول حلمك
وصنوبر نومتك المبصرة
وشجاع جسدك الهادر
ويكفيك هذيان الفجر
على ابوابك السبعة
برزخ قمر يتوارى بين الابيض والاسود
عرش معان لايدركها الأصل
وغبطة بحر تتلمس خشخشة ظنونك
منهكة براري خطوتك في جر العواصف
ان تولدي وتولدي لينبت موج اخر
يستطيع حمل المدينة
واحتمال مراكب خطاياها
ويكفيك
ملائكة النبع الحارس معبد اتجاهك
تيقظ افراسك الصغيرة في كل التفاتة صمت
السهر الذي يترامى على ذراع عطش في سهادك
الموسيقى وهي تنزلق من رخاوة الغيم على صدرك
الشياطين المفزوعة من بسملة شعرك
يكفيك تحرير الالوان
وترويض بركان جنونها
على سلالم التكوين
ووقفة اخر الاطيار
في اندلاع العاصفة امام اشارتك
ساقول لي
لاتذهبي اكثر
ساقول لك في كل ان
انت او انت
ساقول لهم ما يتطاير من فراشات في جملتك
ليغاروا عليك في
ويجترحون في اجوبتي
فامنح حيرتهم زهرة معنى
وازاحمهم على شلال تصورك
واقطف من عيونهم دالية عثوري عليك
واقودني بانانية شمس الى عزلة نفسي
واقفل يقيني على وحدك بثقة الامطار
…
ساقول
في كل اظفر غيمة تتوجع من الكتمان
في كل اصبع مشيئة تتلوى
في كل كف نهار لايكف عن الكلام
في كل حمالة صدر حنين ارض غائبة
في كل نهد يتقدس سر لهفة ضريرة
فانقذي التراب من النار
انقذي النار من الهواء
وانقذي الهواء من زلزال لمستك
….
ساقول انك معك حكمة لاتحصى
تتعدد في الواح فصولك
اكثر من ابد ينتشي
وجنون لا يعد
وفراديس لم يطأها رسل
واقول انك
اميرة فطنة الجمع
سيدة الوحده العالية
باسقة الود
غالية البهجة
سر الظمأ وسر الثمالة
صنوان من صلصال قلبي وقلبي
انتباه الذهاب ونيته
لؤلؤة الاياب المعافى
ما بين وبين ضروب السر
المتعدد في اوله
اسم الاسماء وحاكمها
اخرة الابحار الجارف
يا الهي
كم تحرجين اللغة
تدحرجين اقمارها في مرمرك
وتخرمشين حروفها بثعالب ضحكتك
اعلى فاعلى
ارفع باقات اكتشافك
حرة من جلجلة الطريق
من يباس الشهقة
من الملأ الذي ينتظرك في فخاخه
حرة بي ويسعدني ترتيب حروفي على اغصانك
حرة بك وتعرفين كيف تطوعين يباس مشاغليك
عندما يتقاذفون الفضيلة
ويغرفون ماء طلتك باسمال غريزتهم
: ويمحون مناراتي عن كثبان ايمانك
ويمحون احصنتي عن سعير جسدك
يسرقون خوخ شموسك
واساطير غليان اوردتي فوق نحرك
فاكرههم واكره ان يسمموا عسلي
وهم يغمضون راحاتهم
على صبار ذاكرتي اللاهبة
حرة حرة حتى جذر حطامك وكابتي
حتى نخاع سعادتك ونسيانك
حرة حتى وداعي الاخير
وزهوة نعشي على الاكتاف
شاهدة على بقائي بغدك
على قلقي بخسارة اقداري
ولعنة اعشاب المعنى بعدي
على تمسكي بريح خلودك
ورمال رحيلي فيك وعنك
اكتبك لأنقذك منك
اكتبك لانقذك مني
ومن اوحال ذكور ناموا في كوكبك
من حيوات لست معي ولا اعرفها
اكتبك لاعيدني الي
اعيدني اليك
لاستطيع النظر لقلبي
جامحا دون تربص غوايتك
لاستطيع صمتك وهو يعض على صرخته
لاستطيع الجريان بنسغ نارك دونما هذيان
لاستطيعك
قابضة نمور خيالي
و مجارية عواء امكنتي
وتذكري دونما دموع على حبر ملامحي
تقولين كم اعتذرنا
وكم
اقفلت معابد اجنحتي
تركت الحلم طريا يشكوني اليك
تركت اللعنة قابضة على مطر افتقادك
تحضر او لا تحضر انت لي
تعبت من شوك اعتذارك
من اقتلاع ملامحي
من تشريد مصاطبي
من كتب مزورة
وحروب جاحدة
وشارات نصر تافهة
تعبت من رسم الاسماك على الموج
تعبت بي تعبت بي
فكم حبا تحتاج لاسكنك في الحب
كم شاعرا فيك ليحصي ما تناثر مني ومنك
اقول الممكن في اعلاه
ان تتجلى بروق اليأس
ان يلفحني رعد الغامض
ان تقتحمي باب مصيرك
ان ترتفع المشاعل
كل المشاعل في نهم الاوجاع
كل حب كنته واكونه حتى الخلاص
كل الامس وكل اليوم في حفاوة زنبقه
وجنون دقائقه
وقلبك معي
قلبك الذي رددته في تراتيلي
ورفعت على عتباته ماذن سفري
وقرعت اجراس مخاوفه بصوت دمي
قلبك الذي يباغت المالوف
ويقطف زهرات الاعين
متسعا كنزول الوحي
وعميقا كصلاة اولى
قلبك حامل شمعتك
وسجين فطرتك العابثة
لو يعترف لك لو تعترفي له
لو يمضي بفكرته عنك
ويريق نبيذ طفولته فوق الاسوار
لو يعترف لك
انك وعي جسد اخر
وعي منازل كنت اصول معارفها
ووردتها الامرة الناهية
وكان معك
لو يعترف لك لو تعترفي له
انك افسدت النار
وكسرت تمثال المعبد
وعناد الأضداد
فامنحية دقيقة
ليراك بصبر جذوته
بصباحات وردي اللاهث في روائحه