فايز هاشم الحلاق
يا لِقَوْمي بعدَ ذاكَ المنزَلَقْ
كَيْفَ صَارَ الفِكْرُ قَشًّا واحتَرقْ
جَفَّفوا البَحْرَ واصْطادوا السَّمَكْ
وانْتَهى مِن عينِ صُهيونَ الأرَقْ
ثُمَّ قالوا قِطارُ النصرِ دُمِّرْ
وادَّعوا خَطَّ الحديدِ انزَلَقْ
جَوَّعونا هَدَّدونا لا نَثُورْ
حَوَّلوا ماءً لنا كانَ الغَدَقْ
صارَ (يَهْوى) حاتَمٌ في دارِنا
يَمْنَحُ المحرومَ مِمَّا سَرَقْ
وَضَعوا السُّمَّ في مِلْحِ الطعامِ
ثمَّ دَسُّوا الملحَ في ذاكَ المَرَقْ
أطْعَموْنا لَحْمنا مَيِّتاً
ضِمْنَ نارٍ تُلَظِّي مَنْ شَرَقْ
نِصْفُ قِرْنٍ نَعتَلي جِيادَنا
ثمَّ نُجْزَى في حديدٍ أوْ حَلَقْ
ذاكَ ذيلٌ وذا عميلٌ
أوْ جَبانٌ قالَ ماءٌ وانْدَلَقْ
أطعموا الأجْيَالَ سُمًّا ناقِعاً
فانْطَوَوا لا نُبوغَ أوْ حَزَقْ
هُمْ عَبيدٌ أوْ بُناةٌ للصَنَمْ
أَقْنَعوهُمْ بالإلهِ المُخْتَلَقْ
لا تلوموا اُمَّةً شَتَّامَةً
إنَّما المشْتومُ أبْطالاً شَنَقْ
يا لِقَومي والغَوْغاءُ فيهمْ
إنْ بَدا صُبْحُ عُرْبٍ وانْفَلَقْ
لنْ توارى اُمَّةُ العُرْبِ الثَّرى
نَصْرُها آتٍ من رَبِّ الفَلَقْ