أُفيد أمس (الثلاثاء) بأن مواقع لـ«الحرس الثوري» الإيراني في بادية البوكمال بريف دير الزور، شرق سوريا، تعرضت صباحاً لغارات شنتها طائرات لم تتضح هويتها، في استمرارٍ لما يبدو أنها حملة تستهدف منع تموضع إيران في سوريا.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «انفجارات عنيفة» هزّت منطقة البوكمال «تَبين أنها ناجمة عن تنفيذ طائرات حربية 4 غارات على الأقل، استهدفت خلالها مقرات ومواقع لميليشيا الحرس الثوري الإيراني في بادية البوكمال». ولفت إلى أنه لم ترد معلومات فورية «عن حجم الخسائر البشرية والمادية». وأوضح «المرصد» أن «الميليشيات الإيرانية والموالية لها تتخذ مناطق ريف دير الزور قرب الحدود مع العراق مركزاً لها»، مشيراً إلى أنها «تعمل على تغيير مواقعها» خوفاً من استهدافها من طائرات إسرائيلية وأخرى «مجهولة» ولكن يُعتقد أنها تابعة لـ«التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة. ولا تعلن إسرائيل عن عمليات القصف التي تقوم بها في سوريا، لكنها أعلنت صراحة أنها لن تسمح بـ«تموضع إيران» في سوريا، كاشفةً أنها رُصد أخيراً إخلاء الإيرانيين عدداً من قواعدهم في سوريا.
وكان «المرصد السوري» قد أورد في 7 يناير (كانون الثاني) الجاري أن «طائرة مسيّرة من دون طيار استهدفت سيارة تابعة لميليشيا الحشد الشعبي العراقي، في أثناء محاولتها دخول الأراضي السورية، من أحد المعابر الحدودية غير الرسمية قرب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، مما أدى إلى مقتل 4 عناصر ممن كانوا ضمن الآلية التي تقلّهم، بالإضافة إلى جرح آخرين». وبعد ذلك بيوم، أشار «المرصد» إلى أن «قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المحلية الموالية لها أخلت مقراتها العسكرية من الأسلحة الثقيلة بشكل كامل من منطقة المزارع الواقعة على أطراف مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، حيث قامت بنقل عدد كبير من السيارات العسكرية والآليات الثقيلة باتجاه مدينة الميادين، ومن ثم عمدت إلى توزيع الآليات الثقيلة على أحياء متفرقة من المدينة، كمنطقة البلعوم والمجرى ضمن المدينة». ولفت إلى أن منطقة المزارع الواقعة على بُعد نحو 20 كلم باتجاه الغرب من مدينة الميادين تُعد من أكبر المواقع التي تتمركز بها قوات «الحرس الثوري» والميليشيات المحلية الموالية لها، إذ تمركزت بها منذ أوائل أبريل (نيسان) 2019 بعد استيلائها على نحو 150 مزرعة تعود ملكيتها لأهالي الميادين، وحوّلتها إلى مراكز تدريب تضم معدات ثقيلة ومئات العناصر من ميليشيات «زينبيون» و«فاطميون» و«الحشد الشعبي» العراقي. وذكر أن «الإخلاء جاء على خلفية الاستهدافات المتواصلة التي تصاعدت في الآونة الأخيرة لقوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية لها في المنطقة».
على صعيد آخر، أشار «المرصد» إلى أن قيادات من لواء «زينبيون»، الموالي لإيران، اجتمعوا ببعض وجهاء ريف الرقة الشرقي، في مقر اللواء الواقع في بلدة معدان عتيق الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري في ريف الرقة. وأضاف أن قيادات لواء «زينبيون» حضّوا الوجهاء «على إقناع الشبان من أبناء المنطقة على الانتساب إلى صفوف الميليشيا»، مقدمين وعوداً «بتوفير الخدمات والمساعدات الغذائية لأبناء المنطقة».
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن مجموعة مسلحة تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، المدعومة من الأميركيين، «خطفت» أكثر من 20 مدنياً من أهالي بلدة الباغوز وقرية السجر بريف دير الزور الشرقي واقتادتهم إلى جهة مجهولة. ومعروف أن الباغوز كانت المعقل الأخير لتنظيم «داعش» على ضفاف الفرات وسيطرت عليها «قوات سوريا الديمقراطية» في ربيع عام 2019 بدعم أميركي مباشر.
على صعيد آخر، أجرى رئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف، اتصالاً هاتفياً مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، مارك ميلي، ركّزا خلاله، وفقاً لبيان أصدرته وزارة الدفاع، على القضايا ذات الاهتمام المتبادل وتتعلق بالأمن والحفاظ على الاستقرار في مختلف مناطق العالم وخصوصاً في مناطق الأزمات وعلى رأسها سوريا.
ولفتت وزارة الدفاع الروسية إلى أهمية المحافظة على قنوات الاتصال العسكري المفتوحة بين وزارتي الدفاع الروسية والأميركية لتجنب وقوع احتكاكات أو أخطاء غير مقصودة خلال تحركات الجانبين على الأراضي السورية. وكانت موسكو قد عمدت خلال الأسبوعين الأخيرين إلى نشر قوات من الشرطة العسكرية في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، كما نشرت وحدات إضافية في مناطق قريبة من قواعد تمركز القوات الأميركية في مناطق الشمال الشرقي والمناطق القريبة من الحدود مع الأردن والعراق.
المصدر: الشرق الأوسط