أعلن “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) عن قرب التوصل لمذكرة تفاهم مع طرف سوري معارض، سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال ممثل المجلس في مصر، سيهانوك ديبو، في لقاء مع “نورث برس” اليوم الثلاثاء، إن الحوار مستمر مع الطرف المقصود بالاتفاق، مضيفاً “سنعلن خلال أيام مذكرة تفاهم مع طرف سوري معارض”، دون ذكر اسمه أو أي تفاصيل إضافية حول الاتفاق.
إلا أن ديبو أشار في حديثه إلى أن الطرف السوري المعارض “يحظى بدوره وتأثيره” في الملف السوري، وسط أنباء غير مؤكدة عن أن المقصود هي “منصة القاهرة”.
وكان “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) حدد سياسته في العام الجديد 2021، معتبراً أنه يهدف إلى إقامة مشروع مشترك مع المعارضة السورية، وقالت الرئيسة التنفيذية للمجلس، إلهام أحمد، في تصريحات سابقة الأسبوع الماضي إن “هدف الإدارة الذاتية خلال العام الحالي يتمثل في إقامة مشروع مشترك مع المعارضة، وكافة أطراف الحل في سورية”.
واعتبرت أحمد أن العام الحالي “سيكون مختلفاً عن الأعوام السابقة”، دون الكشف عن تفاصيل أخرى تتعلق بأسماء أطراف المعارضة السورية، التي ينوي “مسد” العمل معها لإقامة “المشروع المشترك”.
ويعتبر “مجلس سوريا الديمقراطية” الذراع السياسية لـ “قسد”، التي تشكلت في تشرين الأول 2015، وهو مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية.
وسبق أن وقع “مسد” مذكرة تفاهم مع “حزب الإرادة الشعبية”، الذي يترأسه قدري جميل رئيس منصة موسكو، العام الماضي، عقب لقاءات مع مسؤولين روس، ودول غربية أبرزها الولايات المتحدة.
ونص الاتفاق على أن “سورية الجديدة هي سورية موحدة أرضاً وشعباً، وهي دولة ديمقراطية تحقق المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، وتفتخر بكل مكوناتها”.
حوار “مسد” مع النظام إلى طريق مسدود
على صعيد آخر، لم تحقق حوارات “مسد” مع نظام الأسد أي تقدم ملحوظ خلال العامين الماضيين، حيث صرّحت الرئيسة التنفيذية للمجلس إلهام أحمد، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن “جميع اللقاءات مع حكومة الأسد لم تأتِ بنتيجة”.
وأضافت أحمد أن “الروس أبدوا استعدادهم لأداء دور الضامن ولكنهم فشلوا في هذه الدور”، وتابعت: “الحكومة السورية بدلاً من أن تلجأ إلى حل الأزمة السورية تقوم بزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وخلق الفتنة بين الكرد والعرب”، مردفةً أن “النظام ينسف كل المحاولات التي نبادر بها في سيبل الوصول إلى تفاهمات وحل سياسي في سورية”.
وكان “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) أعلن منتصف عام 2018 عن بدء محادثات “غير مشروطة” مع نظام الأسد حول قضايا سياسية وعسكرية، حيث أجرى وفد من “مسد” برئاسة إلهام أحمد، زيارة علنية إلى العاصمة دمشق لأول مرة، التقى خلالها مسؤولين لدى النظام.
وجرى الإعلان عن تلك المحادثات بعد تصريح لرأس النظام السوري، بشار الأسد، الذي قال في مقابلة صحفية في مايو/ أيار 2018، “بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات لأن غالبية هذه القوات من السوريين (…). إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم”.
إلا أن الجماعات الكردية أقرت عام 2019 فشل تلك المحادثات، وأرجعت الأمر إلى “إصرار النظام السوري على سياسته القديمة، واشتراط فرض سيطرته على مناطق شمال شرقي سورية، بحجة السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية”.
ويرفض النظام منح الحكم الذاتي للكرد شمال شرقي سورية، وهدد مراراً بعملية عسكرية للسيطرة على الأراضي الواقعة تحت حكم “الإدارة الذاتية”، وتُقدّر مساحتها بنحو 27% من مساحة سورية.
المصدر: السورية. نت