عدنان أحمد
قصفت طائرات روسية مجدداً مناطق انتشار وتحركات تنظيم “داعش” الإرهابي في البادية السورية، فيما شنت قوات النظام السوري ضربات جوية على العديد من قرى ريف إدلب الجنوبي وبلداته.
وبالتزامن مع ذلك، تجري القوات الروسية تدريبات مشتركة مع قوات النظام على استخدام المدفعية، وقوات التحالف الدولي تدريبات مشتركة مع “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) قرب حقل كونيكو للغاز شرقي دير الزور، شرقي سورية.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن 3 طائرات روسية تناوبت على قصف مواقع انتشار عناصر تنظيم “داعش” في البادية السورية، عند مثلث حماة – حلب – الرقة، حيث استهدفت مواقع التنظيم منذ الصباح بنحو 65 غارة جوية، وسط معلومات عن خسائر بشرية وتحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في أجواء البادية لتعقب عناصر التنظيم.
وقصفت قوات النظام صباح اليوم ومساء أمس بالمدفعية والصواريخ العديد من قرى ريف إدلب الجنوبي وبلداته، ومنها فليفل ومحيط كنصفرة في جبل الزاوية.
وصدت الفصائل العسكرية فجر اليوم محاولة تسلل لعناصر من قوات النظام السوري قرب بلدة التفاحية، في ريف اللاذقية الشمالي، كانوا قادمين من مواقعهم في تلة رشّو في مهمة استطلاعية.
وذكرت “الجبهة الوطنية للتحرير”، وهي ائتلاف لفصائل المعارضة، أن مقاتليها اشتبكوا مع القوة المتسللة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأجبروها على التراجع.
إلى ذلك، أدخل الجيش التركي مساء السبت أكثر من 25 آلية عسكرية إلى محافظة إدلب.
من جهة أخرى، شارك عسكريون روس في تدريب قوات النظام السوري على استخدام تقنيات المدفعية، في رابع تدريب عسكري روسي لقوات النظام خلال أقل من شهر.
وذكرت وسائل إعلام روسية، أمس الجمعة، أن خبراء عسكريين روساً دربوا عناصر من كتيبة المدفعية في “الفيلق الخامس” بقوات النظام على أجهزة الكشف والرادار المستخدمة في المدفعية، مشيرة إلى أن الغرض من التدريب تعليم عناصر الكتيبة الذين يعملون في مفارز الاستطلاع، والقدرة على طلب دعم المدفعية بشكل مستقل مع المواجهات المباشرة.
والخميس الماضي، أجرى عسكريون روس تدريبات لإنقاذ الضحايا، شملت إجلاء مصابين بحالة حرجة من موقع جبلي، استخدمت خلالها مروحيات إسعافية روسية. كذلك دربت القوات الروسية أوائل الشهر الجاري قوات النظام على استخدام صواريخ محمولة على الكتف والتمويه باستخدام القنابل الدخانية في ريف حلب.
ويرى مراقبون أن روسيا تستغل فترات الهدوء على الجبهات في تدريب قوات النظام السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وفي شرق البلاد، ذكرت مصادر محلية أن انفجارات عنيفة هزّت مناطق في ريف دير الزور الشرقي، مساء أمس الجمعة، ناجمة عن تدريبات عسكرية تجريها قوات التحالف الدولي برفقة “قسد” قرب حقل كونيكو للغاز شرقي دير الزور، باستخدام أسلحة ثقيلة ومتوسطة.
كذلك هزّ انفجار منطقة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، التي تخضع لسيطرة المليشيات الموالية لإيران، ولم ترد معلومات عن طبيعة الانفجار الذي حصل في قرية الطيبة قرب مدينة الميادين.
وكانت القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها قد عمدت، خلال اليومين الماضيين، إلى إعادة الانتشار في المناطق التي تعرضت لقصف إسرائيلي عنيف قبل أيام، حيث أعادت المليشيات انتشارها في مدينة دير الزور ومدينتي البوكمال والميادين شرقي المحافظة، بعد أن أخلت مواقع لها بأطراف تلك المناطق. وانتشر بعض عناصر تلك المليشيات ضمن أحياء سكنية تخوفاً من ضربات جديدة قد تستهدفهم.
وأخلت المليشيات التابعة لإيران عدداً من مواقعها الواقعة على السرير النهري في ريف مدينة البوكمال الغربي. وأبقت تلك المليشيات عدداً قليلاً من عناصرها في مواقعها القديمة مع تقليل عدد العناصر فيها، كذلك نُشر عناصر تابعون للنظام في بعض النقاط التي أُخليَت.
وبالتزامن، سجلت محافظة دير الزور، خلال الساعات الماضية، عمليات نزوح للمدنيين، خوفاً من تكرار استهداف طائرات التحالف الدولي والطائرات الإسرائيلية مواقع المليشيات الإيرانية في المنطقة.
رفض للتجنيد الإلزامي
من جهة أخرى، رفضت “هيئة القانونيين السوريين” الحجج التي تتذرع بها “قوات سورية الديمقراطية” لفرض التجنيد الإلزامي على الشبان في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية، واعتبرت ذلك خرقاً واضحاً للقوانين والاتفاقيات الدولية.
وأكد بيان للهيئة صدر أمس الجمعة عدم شرعية ما يُسمى “قانون التجنيد الإلزامي” الصادر عن “قسد” لسكان شماليّ سورية وشرقيّها، لافتاً إلى أن المليشيا ليست دولة قائمة ذات سيادة ولها عضوية معترف بها في الأمم المتحدة، لكي يكون من حقها فرض مثل هذه القوانين، فضلاً عن أن بعض الأحزاب المشكلة لما يسمى “الإدارة الذاتية”، مصنفة دولياً أحزاباً إرهابية.
واعتبرت الهيئة أن فرض التجنيد الإلزامي في مناطق سيطرة “قسد” يخالف القوانين والاتفاقيات الدولية ويعتبر جريمة حرب وانتهاكاً لحقوق الإنسان، متسائلة: “كيف لمليشيات وأحزاب انفصالية ليست بدولة أن تفرض على جميع السكان والمقيمين في المنطقة التي تسيطر عليها بقوة السلاح التجنيد الإلزامي خدمة لمشروعها الانفصالي”.
وطالبت “هيئة القانونيين السوريين” في بيانها الأمم المتحدة والتحالف الدولي في منطقة الجزيرة السورية، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، بعدم السماح لمليشيا “قسد” بمواصلة ارتكاب الانتهاكات لحقوق الإنسان في المنطقة، مشيرة إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر التجنيد الإلزامي للأشخاص المحميين الخاضعين لسلطة الاحتلال، و”لا يجوز إرغام الأشخاص المحميين على القيام بأي عمل يترتب عليه التزامهم الاشتراك في عمليات حربية “اتفاقية جنيف الرابعة 1949 المادة 51”.
وشهدت مناطق سيطرة “قسد” منذ مطلع العام الجاري احتجاجات ضد ممارسات “قسد”، وخاصة في ما يتصل بالتجنيد الإلزامي، خاصة بعد تكثيف “قسد” حملات الدهم والاعتقال بحثاً عن الشبان المطلوبين للخدمة الإلزامية، وإعلان “مركز الانضباط” التابع لـ”قسد” لقائمة أسماء تضم عدداً كبيراً من العاملين في دوائر مجلس دير الزور المدني، وذلك لسوقهم للتجنيد الإجباري ضمن صفوف ما يُسمى “قوات الحماية الذاتية”، حيث أرسلت الشرطة العسكرية التابعة لـ”قسد” قائمة أسماء تشمل العاملين في قطاع التعليم من مواليد 1990 وما فوق، للالتحاق بالخدمة الإجبارية، مهددة إياهم بالفصل في حال تخلفهم.
المصدر: العربي الجديد