خالد الخطيب
تعرضت المواقع والثكنات العسكرية التابعة للمليشيات الإيرانية في بادية البوكمال بريف دير الزور شرقي سوريا لقصف جوي بعد منتصف ليل السبت/الأحد، وهي المرة الثانية التي تتعرض فيها مواقع المليشيات لهذا النوع من الضربات خلال أقل من 24 ساعة.
وقال مصدر محلي في دير الزور ل”المدن”، إن “انفجارات عنيفة وقعت في الفوج 47 التابع للمليشيات الإيرانية في ريف دير الزور، وانفجارات أخرى في حراقات الحسيان التي تديرها المليشيات في المنطقة (محطات تكرير النفط البدائية)، كما وقعت سلسلة أخرى من الانفجارات
في بادية البوكمال القريبة من الحدود العراقية”.
وأضاف “في الغالب أن الانفجارات ناتجة عن قصف جوي نفذته طائرات حربية كانت تحلق في سماء المنطقة قبل الاستهداف، وتزامن تحليقها مع حركة مكثفة لطائرات الاستطلاع”، ورجح المصدر أن تكون الطائرات الحربية الاسرائيلية هي من قصفت مواقع المليشيات الإيرانية في المنطقة.
وسبق أن كانت المواقع العسكرية للمليشيات الإيرانية في ريف محافظة دير الزور على موعد مع ضربات جوية مشابهة ظهر السبت، واستهدف القصف مواقع في باديتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور، ومواقع في محيط حقل “الحمار” النفطي القريب من قرية العباس في ريف البوكمال الغربي. واستهدف القصف الجوي رتلاً من الشاحنات يُعتقد بأنها تحمل أسلحة وذخائر كانت المليشيات تريد نقلها الى مستودعات جديدة، ولم تعلن المليشيات عن أي خسائر، ولم تعترف حتى الآن بوقوع القصف على مواقعها في المنطقة.
الحملة الجديدة من الضربات الجوية على مواقع المليشيات الإيرانية تتزامن مع وصول المزيد من التعزيزات العسكرية الى المنطقة قادمة من إيران مروراً بالعراق، وأهمها شحنة الصواريخ التي قدمها “الحرس الثوري” للمليشيات وعلى رأسها “حزب الله” العراقي الذي تولى مؤخراً الإشراف على عمليات إعادة الانتشار الجديدة للمليشيات، وهي صواريخ أرض-ارض إيرانية الصنع ومن طرازات متنوعة، جرى نقلها على مراحل مروراً بالمعبر العسكري بين سوريا والعراق، وباستخدام أساليب تمويه عديدة، بينها النقل عبر شاحنات نقل الخضار والشاحنات التجارية.
وقال الصحافي محمود طلحة ل”المدن”، إن “الرصد الجوي المتواصل عبر طائرات الاستطلاع للمنطقة الحدودية بين سوريا والعراق شكل بنكاً وافراً من الأهداف التي يتم قصفها تباعاً، ويمكن القول بأن تحركات المليشيات الإيرانية في المنطقة مكشوفة بشكل شبه كامل ولم تفلح عمليات وأساليب التمويه والإخفاء أثناء نقل وتخزين الأسلحة”.
من جهته، قال الباحث والمحلل العسكري العقيد أديب عليوي ل”المدن”، إن “الضربات الجوية الإسرائيلية وضربات التحالف أو ما يسمى بالطيران مجهول الهوية، والتي تطال مواقع المليشيات الإيرانية في دير الزور، هي الآن عبارة عن ضربات محدودة، وتتبع الأهداف الأكثر أهمية، وتهدف إلى الإبقاء على حالة الاستنفار والخوف لدى الخصم”، موضحاً أنها “ليست بالمستوى المدمر كما حصل في 13 كانون الثاني/يناير عندما استهدف القصف أكثر من 40 موقعاً لمليشيات ايران في المنطقة وفي مساحة تزيد عن 130 كلم، تلك يمكن أن نسميها ضربة موجعة مؤثرة”.
ورجّح عليوي أن “تكون الغارات الجوية الأخيرة قد استهدفت مواقع انتشار المليشيات الجديدة، ومواقعها المحصنة والمخابئ والأنفاق، وبالدرجة الأولى مستودعات الأسلحة التي يجري تجهيزها وتعبئتها بالسلاح الإيراني الذي يجري نقله من مواقع المليشيات الإيرانية في مصياف بريف حماة، والتي أصبحت منطقة خطرة بعد تكرار الضربات الجوية الإسرائيلية هناك”. وأضاف أن “إيران تنقل السلاح بكثافة الى دير الزور مروراً بالعراق، فهي الآن تريد أن تتحدى، وكأنها تقول لن أنسحب من المنطقة بهذه السهولة، ومصرة إلى تكثيف الانتشار”.
المصدر: المدن