نائلة الامام
لقصيدةِ الجمرِ التي أطعمتَها
من جوعِ قلبكْ
فليضرمِ الفقراءُ في أتُّونِها
أسمالَهمْ أكواخَهمْ
ورُهابَ أصفادِ الحديدِ
وليطعمِ الشعراءُ من
أسفارِهمْ
وقديمِ لغوِهمُ الجديدِ
من نفطِ قلبكَ يالقلبكَ
شعلةٌ
أوفتْ على أسوارهمْ
تتخطَّفُ الأبصارَ من خِصيانِهمْ
أوما تراهمْ يدرأونَ وميضَها
عبثاً بغربال الظنونِ؟!!!!
باللامبالاةِ التي أوشَتْ بهمْ
وتقولُ من ريبٍ خُذوني
بالوعدِ يمطرُ دائماً متأخرا
هي بضعُ حبَّاتٍ عِجافٍ
يالَلعزيزي
ضاقتْ بها عينُ الحسودِ
من فيئِ مزرعةِ الوطنْ
يتنعَّمُ السرَّاقُ في جناتِها
وتجوعُ من أوحالِها تتقوَّتُ
أخرجْ غلالَكَ برتقالَكَ
ما قد تفخَّخَ ما تفجَّرْ
ما قد تكدَّسَ في جيوبِكَ
ما تخفَّى في جرابِكْ
لتعودَ بياراتُ يافا
من جديدِ
ثم انصرفْ
اركبْ حذاءَكَ بالياً
عدواً على دربِ الصمودِ
وأطوفُ بالأقمارِ أسألُها
عن الهمِّ البعيدِ
كفي على قلبي
وقلبي يفتديها
من غرفةِ الإنعاشِ
يا يا ربَّ تونسَ نجِّنا
يا ربَّ تونسْ
ﻻ نحنُ أحياءٌ فنرجى
أو نحنُ أمواتٌ فنقبرْ
فَرْعٌ تنامى بغتةً
من عمقِ جِذعِ يباسِنا
جفِلَتْ له فأسٌ هوتْ
همَّتْ بنا
يا ربَّ تونسَ نجِّنا
يا ربَّ تونسْ
***
قد أقلعتْ شمسٌ تأبَّدَ كسفُها
من قلبِ تنِّينِ الشعوبِ
بحرٌ من الظلماتِ يزخرُ بالوعيدِ
أوما تراها تنشرُ الأكفانَ
أشرعةً تعودُ؟!!!
أنصتْ لهُ
لهسيسهِ لهديرهِ
لرعودهِ
هذا مخاضُ الشرقِ
للفجرِ الوليدِ
هذا مخاضُ الشرقِ
للفجرِ الوليدِ