عدنان أحمد
يتصاعد التوتر مجدداً في شمال غرب سورية بين قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة، فيما دفعت القوات التركية بتعزيزات جديدة إلى المنطقة.
في غضون ذلك، تتواصل المعارك في البادية السورية بين تنظيم “داعش” وقوات النظام المدعومة من الطيران الروسي، فيما أدخلت القوات الأميركية تعزيزات جديدة، في إطار سعيها – كما يبدو – إلى إقامة قاعدة جديدة في جنوب الحسكة.
وذكر الناشط مصطفى محمد، لـ”العربي الجديد”، أنّ الفصائل المقاتلة قصفت مواقع لقوات النظام في قرية الملاجة وخان السبل وجوباس بريف إدلب، فيما شهد محور الرويحة جنوبي إدلب قصفاً متبادلاً واشتباكات بالرشاشات الثقيلة، في وقت حلّقت فيه طائرات حربية روسية في أجواء المنطقة.
وكان قد قُتل، أمس الجمعة، 8 مقاتلين من فصيل “أنصار الحزب الإسلامي التركستاني”، وذلك بعد استهداف قوات النظام حافلة تقلّهم بصاروخ موجه على محور خربة الناقوس في سهل الغاب غربي حماة.
إلى ذلك، أدخلت تركيا تعزيزات جديدة نحو الأراضي السورية، حيث دخلت 15 آلية محملة بمعدات عسكرية ولوجستية عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمالي إدلب، وتوجهت إلى نقاط المراقبة المنتشرة في جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وكانت القوات التركية قد سيّرت، أمس الجمعة، دورية للمرة الأولى من الجانب السوري على الحدود السورية – التركية، حيث انطلقت الدورية من معبر خربة الجوز في جولة على الشريط الحدودي، وصولاً إلى مدينة حارم شمالي إدلب.
وفي شمال البلاد، تبادلت القوات التركية و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) عمليات القصف جنوبي مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي. ويأتي ذلك بعد قصف مدفعي متبادل واشتباكات بين الجانبين في قرية مرعناز وشمالي مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي أيضاً.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع التركية، “تحييد” 3 عناصر من “قسد” شمالي سورية، ليرتفع عدد من أعلنت أنقرة تحييدهم من تلك الميليشيا في المنطقة إلى 8 عناصر خلال 3 أيام.
وقالت الوزارة في تغريدة على حسابها الرسمي بموقع “تويتر”، اليوم السبت، إن “عناصر تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا”، أطلقوا النار من منطقة تل رفعت باتجاه مزارعين في مدينة اعزاز، خلال عملهم في جمع الزيتون، ورد جنودنا الأبطال بالمثل على الفور عندما شاهدوا قيامهم باستهداف المزارعين، وتم تحييد 3 منهم”.
وضبط عناصر من الجيش الوطني السوري، مساء أمس الجمعة، سيارة ملغمة كانت معدة للتفجير قادمة من مناطق سيطرة “قسد” قرب بلدة سلوك شمال الرقة.
وقالت مصادر من الجيش الوطني لـ”العربي الجديد” إنهم تمكنوا بالتنسيق مع الجيش التركي من تفجير سيارة ملغمة بعد العثور عليها في قرية أبو رديني وكانت متجهة لمناطق سيطرة الجيش الوطني، وتم تدميرها قرب قرية أبو حيّة التابعة لبلدة سلوك.
كما ألقت شعبة الاستخبارات بالشرطة المدنية في مدينة إعزاز شمال حلب، القبض على ثلاثة أشخاص بحوزتهم عبوتان ناسفتان صباح اليوم السبت، على حاجز المدينة قرب المنطقة الصناعية.
إلى ذلك، تستمر “قسد” في حملتها الأمنية في ريف دير الزور الشرقي، إذ شنت سلسلة مداهمات صباح اليوم في مدينة البصيرة، حيث اعتقلت 6 أشخاص، وهم، عنصران سابقان في تنظيم “داعش” وعنصر سابق في صفوفها وثلاثة مدنيين أحدهم يعمل سائق حافلة نقل ركاب إلى مدينة القامشلي، جرى اعتقاله برفقة نجله البالغ من العمر 16 عاما، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
في غضون ذلك، تتواصل المواجهات في البادية السورية بين قوات النظام وتنظيم “داعش”، فيما شنّت الطائرات الحربية الروسية أكثر من 100 غارة جوية تركزت في ريف حماة الشرقي، تزامناً مع استمرار عمليات البحث عن خلايا تنظيم “داعش”.
قاعدة أميركية بالشدادي
وفي شرق البلاد، ذكرت وكالة “سانا” التابعة للنظام السوري أنه وصلت تعزيزات أميركية من الأراضي العراقية إلى القاعدة الأميركية في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.
وقالت الوكالة إنّ ثلاث حوامات أميركية هبطت، ليل أمس الجمعة، في قاعدة الشدادي قادمة من العراق، كان على متنها 15 جندياً من قوات المارينز، مجهزين بكامل عتادهم، إضافة إلى معدات لوجستية وذخيرة وأسلحة. وقالت الوكالة إنّ استقدام هذه الأسلحة والمعدات يدخل في إطار بدء القوات الأميركية بإنشاء قواعد جديدة له بريف الحسكة.
وكانت قد دخلت قافلة لقوات التحالف الدولي، مكونة من عشرات الشاحنات المحملة بالأسلحة عبر معبر الوليد الحدودي مع شمال العراق إلى محافظة الحسكة، وتوزعت على قواعد التحالف في المنطقة.
وتنتشر القوات الأميركية في قواعد عدة في شمال وشرق سورية بالقرب من حقول النفط، وخصوصاً بريف دير الزور والحسكة، وتُعَدّ منطقتا رميلان والعمر النفطيتان، أبرز المواقع العسكرية الأميركية قرب حقول النفط.
تواصل التوتر في درعا
وفي جنوب البلاد، اغتال مجهولون الشاب عبود إبراهيم الجوابرة، إثر استهدافه بطلق ناري أمام منزله في بلدة المزيريب غربي درعا.
والجوابرة عنصر سابق في “الجيش الحر”، أجرى التسوية ولم ينضمّ إلى أي تشكيل عسكري تابع للنظام، وهو شقيق الشاب محمد الجوابرة الذي اغتاله مجهولون، في سبتمبر/ أيلول الماضي، على طريق درعا – طفس.
في غضون ذلك، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر تصوير أشخاص منشورات ورقية في مختلف مناطق درعا، تطالب بإسقاط النظام السوري.
وكانت قد خرجت مظاهرات احتجاجية في درعا، خلال الأيام الماضية، تندّد بالعملية العسكرية لقوات النظام في الريف الغربي من المحافظة.
وفي هذا السياق، وصلت المفاوضات بين مسؤولي قوات النظام والفعاليات المحلية في درعا إلى طريق مسدود، بعد اتهامات وجهها أحد هؤلاء المسؤولين إلى الوجهاء المحليين في محافظة درعا بالعمالة للخارج وللإخوان المسلمين.
وقال الناشط محمد الشلبي، لـ”العربي الجديد”، إنّ رئيس اللجنة الأمنية في محافظة درعا، اللواء حسام لوقا، اتهم اللجان المركزية بأنها محسوبة على جماعة “الإخوان المسلمين”، وذلك ضمن اجتماع عقده ضباط الأجهزة الأمنية التابعة للنظام مع أعضاء حزب “البعث” من جميع مدن وبلدات حوران يوم الثلاثاء الماضي.
وقال لوقا، في كلمة أمام الاجتماع: “نحن ذاهبون لاستئصال الإرهابيين في المنطقة الغربية التي توجد فيها أجهزة استخبارات خارجية”، موجهاً اتهامات إلى أعضاء اللجان المركزية بتبعيتهم لإسرائيل وتعاملهم مع من وصفهم بقطاع الطرق.
وقال “تجمع أحرار حوران” المحلي، إنّ اللجان المركزية رفضت دعوة ضباط النظام إلى اجتماع تفاوضي بخصوص ريف درعا الغربي، وذلك عقب اتّهام اللواء حسام لوقا، ما يعني بقاء المفاوضات معلّقة على نقطة الخلاف الوحيدة بين الطرفين، وهي بند تهجير أي شخص من أبناء المحافظة نحو الشمال السوري، فيما جرى التوصل إلى حلول بشأن شروط النظام الأخرى كطلب “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام بتفتيش بعض المزارع، وإعادة تفعيل ناحية الشرطة في طفس و3 مقار حكومية، كمبنى الزراعة والإسمنت في المدينة، إضافة إلى تسليم 4 قطع سلاح متوسط، التي ظهرت في الخلاف العشائري الذي حصل في مدينة طفس قبل شهر تقريباً.
وتتألف لجنة درعا المركزية من وجهاء وقياديين سابقين في الجيش الحر، وكانت قد تشكلت عقب سيطرة قوات النظام على محافظة درعا في يوليو/ تموز 2018، وتقوم على التفاوض بملفات تخصّ المنطقة مع القوات الروسية والنظام.
المصدر: العربي الجديد