نزل السوريون إلى الشوارع في مدن وقرى بمحافظة درعا الجنوبية ومحافظة حلب وادلب الشمالية، في الذكرى العاشرة لانطلاقة الثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وخرج أبناء درعا المدينة إلى ساحة الجامع العمري رافعين شعار “الثورة حق والحق لا يموت”، وهتفوا بمطالب نيل الكرامة وإطلاق سراح المعتقلين، وإسقاط النظام ومتابعة طريق شهداء الثورة.
وتضمنت لافتات كتبوها عبارات “18 آذار كُتِبت بدماء الأحرار فمن أنت حتى تختار”، و”ذكرى ثورة الكرامة،، “تستطيع أن تقتل ثائراً لكن هيهات أن تقتل ثورة” و”أن تعيش الثورة خير لك من أن تتحدث عنها”.
وأكد المتظاهرون ضرورة مغادرة الميليشيات الإيرانية وتلك التابعة ل”حزب الله” أراضي سوريا، معلنين استمرار الثورة في مواجهة القبضة الأمنية لجيش النظام في الجنوب.
محمود الحوراني، أحد المشاركين في تظاهرة الجامع العمري، قال ل”المدن”: “تحركنا هو استمرار للمسار الذي بدأه الشعب السوري قبل عشر سنوات، ولن ينتهي بسقوط النظام وحزب البعث فقط، بل بخروج كل المحتلين من أرضنا”.
وتابع: “الثورة لم تنتهِ، ولا تزال حاضرة في قلوب الأحرار لكن هناك ظروفاً مفروضة على الناس يجري التعامل معها بسياسة واقعية للحفاظ على ما تبقى من حاضنتها، وذلك في انتظار ان تتهيأ الظروف المناسبة لإطاحة النظام”.
وشملت التظاهرات بلدات وقرى في حوران، بينها الجيزة والحراك وبصر الحرير، وأخرى تخضع لسلطة النظام الذي فشلت أجهزته في كمّ اصوات المطالبين بالحرية والكرامة ورحيل الأسد.
وفي الشمال، خرجت حشود الى الشوارع، أكبرها في مدينة ادلب، فيما أكد تجمع لأهالي درعا المهجرين الى مدينة الباب شمال حلب وناشطون في الحراك تمسكهم بمبادئ الثورة والشهداء وإصرارهم على إطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام.
وواكب سياسيون حراك الناس والناشطين في الشوارع من خلال تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وتصريحات من دول اللجوء، ومواقف لمعارضين من الداخل السوري. وغرّد رئيس الائتلاف السوري المعارض نصر الحريري قائلاً: “نحيي من مدينة الباب عزف أهلنا في درعا، الذين هجرهم نظام الأسد إلى الشمال، على وتر الحرية”.
وأضاف “تؤكد التظاهرات أن الثورة ما تزال صدّاحة في مهدها، وأن الاتفاقات التي أبرمها نظام الأسد المجرم لن تسمح له بإعادة تدوير نفسه، فأهل حوران قالوها منذ عشر سنوات الموت ولا المذلة. ونحن نتذكر شهيد الثورة الأول محمود الجوابرة، ونهتف كلنا في ذكرى ثورتنا: سنعود قريباً، والمسار الأول مستمر”.
وكانت الشرارة الأولى للثورة السورية انطلقت من درعا البلد في 18 آذار/ مارس 2011. ثم سيطر نظام الأسد على التحركات الشعبية في المحافظة ضمن اتفاق تسوية في منتصف 2018، بغطاء عسكري روسي، واستخدم لاحقاً كل الوسائل المتاحة لمنع أبناء المحافظة الجنوبية من مواصلة ثورتهم والتظاهر ضده.
المصدر: المدن