في إنتهاك جديد للمحرمات الوطنية السورية، أجرى فراس طلاس، نجل وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس، مقابلة مع صحيفة إسرائيلية قال فيها إن رئيس النظام السوري بشار الأسد قال له إنه “لا يهمه تدمير الدولة (سوريا)، طالما أنه سيبقى رئيساً”.
وبحسب طلاس، فإن أقوال الأسد جاءت في الأسابيع الأولى لانطلاق الثورة السورية، وقبل بدء الحرب الأهلية، وبعد أن عبّر أمام الأسد عن “احتجاج” على الممارسات العنيفة ضد معارضي النظام.
طلاس الذي يقول إنه معارض لنظام الأسد، وجّه ضربة للمعارضة نفسها حين خاطب الإسرائيليين مباشرة، وحين لامهم في المقابلة نفسها، لأنهم “لم يتدخلوا في سوريا”. طلاس الذي يدّعي الانتماء إلى معارضة حرّة تقاوم دكتاتورية دموية، كان يريد من إسرائيل، التي تمارس إرهاب الدولة، التدخل لإسقاط الأسد، علما بأنها كانت ولا تزال تدعم بقاء الاسد في السلطة.
ويضيف طلاس في المقابلة التي نشرتها الجمعة صحيفة “ماكور ريشون” الإسرائيلية وترجمها موقع “عرب 48″، المحسوبة على التيار الصهيوني المتدين الاستيطاني، إن الأسد “قال لي بشكل شخصي، إنه سنضغط على هؤلاء الأشخاص ونكسرهم. وبعد أن يوقفوا الاحتجاجات سأفكر بتنفيذ إصلاحات.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن طلاس هرب من سوريا قبل عشر سنوات تقريباً، “واليوم هو ملياردير يسكن في الإمارات. ووصف طلاس الأسد بأنه جبان”. وأضاف “كان يخاف من والده، وخاله محمد مخلوف ومن شقيقه الأكبر باسل. وبعد أن ماتوا جميعهم، بقي مع زوجته أسماء، وهو يخاف منها أيضاً. وهو يحرص على الانصياع لها، وعملياً هي التي تتخذ القرارات الجدية في الدولة”.
وتابع طلاس: “إنني أذكره منذ الطفولة كولد إشكالي جداً، وتسيطر عليه غيرة من شقيقه الأكبر باسل، حتى بعد موته. والعلاقة بين بشار ووالده كانت علاقات كراهية. وهو معروف ككذاب كبير وكان يعطي أوامر لوزرائه وبعد ذلك ينفيها ويهينهم في العلن”.
وقال طلاس “إنني أذكر أنه عندما قرر الأسد الأب تأهيله للرئاسة، عبّر شقيقه الأصغر ماهر عن شكوك حيال قدراته، وبالطبع ليس بصورة علنية. وكان بشار يعتقد أن ماهر شخص عنيف. وفي النهاية أثبت بشار في سنوات الحرب العشر أنه هو نفسه شخص عنيف ومتعطش للدماء”.
واعتبر طلاس في حديثه، أن إسرائيل أخطأت بعدم تدخلها في الحرب الأهلية في سوريا. وقال: “أفهم الموقف الإسرائيلي الذي رأى في النظام والشعب السوري أعداء ولذلك امتنعت عن التدخل في الحرب. لكن الواقع في سوريا اليوم سيء بالنسبة لإسرائيل ويسبب مشاكل كثيرة عند الحدود. وعلى إسرائيل أن تدرك أنه يوجد ثمن لعدم العمل”.
ولم تبدِ إسرائيل منذ بداية الحرب السورية أي رغبة في إسقاط الأسد، بل على العكس بدت مستفيدة من تدمير سوريا، وصبّت اهتماماتها على موضوع الوجود الإيراني، الذي كان مصدر قلقها الوحيد.
وبحسب طلاس، فإنه “في السنوات 2013-2015، نظر الكثير من السوريين بشكل إيجابي إلى إسرائيل وكانت فرصة حقيقية للتغيير ولمستقبل جديد. واليوم عاد الشعب السوري إلى النظر بصورة سلبية إلى إسرائيل، كمن أيدت الروس وبقاء الأسد رئيساً. والآن يتعين على إسرائيل أن تفعل الكثير من أجل تغيير هذه الفكرة السلبية”.
المصدر: المدن