ابتسام الصمادي
العطر..، تسمعه في الشام كالهمس
والذوق كالشوق قبل العين واللمس
باليدِّ تلمس موسيقى تلألؤها
يا للسماع وروح العزف والجرس
خمسٌ على الكف،. عدّدْ ،..من سوابعها
فالشام تُحسب بعد الخمس والحدس
من دونها، تفقد الأشياء فطرتها
أمّا بها…، نغتني، من روعة القَبْس
لو من حواسك إحداهن قد فُقِدتْ
تعوّضُ “الشام” نقصاً من غنى النفس
يحاول المعتدي جهداً ليكتبها
والشام تعطيه نصاً خارج الدرس
——————–
والهيل كالخيل فيه للشآم وفاً
يستحضر الزمنَ المخبوء والمنسي
ويُرجع ال ما مضى من سور أضلعها
ذاك الفؤاد له حرية الحبس
تحوط وجدي بزنديها لترفعني
وتضفر المجد إكليلاً على رأسي
لذاك يحيا بياض الياسمين بنا
والميت نكسوه بالريحان والورس
——————-
ها قد تدمشقَ منّا الكون فاستتروا
وليخجل الموت ما غطّى على الشمس
تسري لتُشرِقنا لو أغربت حلبٌ
فالشام ترفع صُبحي عندما أُمسي
وقد تجنُّ إذا ما الخيل طوّحني
تستقبل الطعن وهي، تقرأ “الكرسي “
والشام أصدق إنباء إذ ابتُليتْ
في دمعها الدمّ بين الروس والفرس
هشام أسرج من تاريخها كفناً
لينبشوا جدّها في حرمة الرمس
أستغفر الله حاميها بمنزلةٍ
تمحوهمو كالجَوارِ الكنس والخنس
——————–
كلُّ المرايا تُعرّي الوجه إن نُظِرتْ
عرّت دمشقُ خفايا الجنِّ والإنس
جزّوا الفصول بنا، إذ كان أرعبهم
أن الربيع سينمو في ربى القدس
فأفلتوا طاقة الأغراب وارتهنوا
أيدٍ تُمسمر أو تستبدل الكرسي
فكلكم قابَ أو “على شفا جُرُفٍ”
إما التداعي وإمّا رصّة البأس
——————-
في الشام بثٌ وفي صنعا ترددهُ
بغداد تشبك مع بيروت بالبؤس
ما ذاع هدهدنا عن الغنى نبأً
إلا وكانوا هدايا العيد والعرس
أو قل… شواهقنا للعشق آيلة
زالوا مشاعرها بالمحو والطمس
صبّوا دم الطفل مكسوراً بأدمعنا
مَنْ هيأ السُكر للأوغاد والنُجْس؟!
إني سأخرج من شِعْري، أشقُّ دمي
أجرُّ غربتنا في السوق والنخْسِ
أبيع في الكون -يا أهلي – عروبتكم
من يشتري الآن؟! فليأخذ بلا فلس