مصعب عيسى
أرض تتوق الى خالقها بالدعاء
تتوضأ بالدم المسفوك
تمسح جبينها بغبار المجزرة
وتنفض ركاما من الاطراف
تصلي فوق حطام الذاكرة
ثم تنهض مثل شجر الاكاسيا
مائلة نحو الشمس
تقولُ أم لطفلها اثر غارة صباحية
نجونا بمرسوم إلهي
ستزهر هذه الأرض
اسرابا من الشهداء
والحلم معقود بناصية الامل
بينهما علاقة تناسبية التكوين
كلما زاد منسوب الامل
تتوج الشارع بشعار الحقيقة
يقول سجين لسجانه
العفونة تنخر جسدينا
لاهواء في هذا الظلام
انا اتلقى صفعاتك..
وانت تعاني الما في اليدين
وكلانا نقبع تحت خط الارض الوعرة
انا أحيا بالفكرة
وانت تُهان بتهمة الولاء
للقائد والرتبة
وكلانا نتنفس روث الفئران
في ظلمة الزنزانة
سانجو ..بفعل الحرية المضارع
وستغدو ماض ناقصا ..
يقول اللاجئ في سره
انا تراب غريب على هذا الرصيف
جئت من ارض الشمس الحارقة
لأجثو على جليد المنفى خائفا
يواعدني الحنين سرا كل ليل
فأقص حكاية الجن والمملكة
لا شيء يطرق بابي سوى ساعي الورق
يحمل فاتورة الكهرباء
وموعدا في المحكمة
يسألني القاضي
عن طول اقامتي وهل سأعود؟
اقول للقاضي :
ربما ساعود ..ان عاد السنونو للسماء
واختفت الطائرات هناك
ربما ساعود
لكني أخشى أن لااجد أحدا في انتظاري
ارض تفور بالدم والاشلاء
ونار تلتهم الذاكرة
وركام غدا أوسع من المدى
والزمن توقف عند منتصف آذار
والتاريخ سجل للموتى فرادى
وبالمئات
تغير وجه المدينة
منذ سنين
نبتت أشجار على المقبرة
وأُغلق الشارع القديم إلى حينا
والساحة انقاض..تعلوها حشائش
مبعثرة
لا لون على جدار المدرسة
سوى ثقب متشعب الانكسارات
على جوانبه بقايا دخان اسود
وشعار منذ سنين
خطته أنامل طفل في العاشرة
وذاكرة لوطن مستباح