اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية أن الانتخابات الرئاسية في سوريا تتطلب بيئة آمنة ومأمونة لجميع السوريين، ومنهم اللاجئون والنازحون داخلياً، لممارسة حقّهم في التصويت.
وفي تغريدة للسفارة الأميركية في دمشق، أكدت واشنطن أن “انتخابات 26 من أيار في سوريا لن تكون حرة ونزيهة وذات مصداقية”، مشيرة إلى أن الانتخابات ذات المصداقية تتطلب إشراف الأمم المتحدة، وبيئة آمنة ومأمونة لجميع السوريين.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن الانتخابات الرئاسية السورية المقترحة هذا العام “لن تكون حرة ولا نزيهة”، موضحاً أنه “في هذه الأجواء لا نقيّم هذه الدعوة لإجراء انتخابات بأنها تتمتع بالصدقيّة”، وفق ما نقلت عنه قناة “الحرة” الأميركية من دون أن تكشف اسمه.
وأضاف أنه “وكما هو محدد في قرار مجلس الأمن الدولي 2254، فإنه يجب اتخاذ خطوات نحو إجراء انتخابات حرة ونزيهة وفقا لدستور جديد تدار تحت إشراف الأمم المتحدة حيث يمكن لجميع السوريين المشاركة فيها بمن فيهم النازحون داخلياً واللاجئون والشتات”.
كما حذّرت الولايات المتحدة الأميركية، رئيس النظام، بشار الأسد، من أن إدارة بايدن “لن تعترف بنتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا ما لم يكن التصويت حراً ونزيهاً وتشرف عليه الأمم المتحدة، ويمثل المجتمع السوري بأسره”.
وقال القائم بأعمال نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، جيفري دي لورينتيس إنه “من الواضح أن النظام سوف يستفيد من الانتخابات الرئاسية المقبلة للمطالبة بشكل غير عادل بشرعية الأسد”، مشدداً على معارضة إدارة بايدن لانتخابات ليست حرة ونزيهة وتمثيلية ولا تشرف عليها الأمم المتحدة.
من جانبها، شددت المبعوثة الأميركية إلى سوريا بالإنابة، إيمي كترونا، على أن الانتخابات التي سيجريها نظام الأسد “غير حرة وغير نزيهة، ولن تشرعن وجود الأسد”، مشيرة إلى أنها “لا تتماشى مع معايير القرار الأممي 2254”.
وأعلن برلمان النظام، الأحد الماضي، عن فتح باب الترشّح لمن يرغب بالتقدم للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها داخل سوريا في 26 من أيار المقبل وللمقيمين خارجها في 20 منه.
وحتى الآن، تلقى البرلمان إشعارات من المحكمة الدستورية العليا بتقدم ستة مرشحين للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، هم: عبد الله سلوم عبد الله، محمد فراس ياسين رجوح، السيدة فاتن علي النهار، مهند نديم شعبان، محمد موفق صوان، وآخرهم رئيس النظام بشار الأسد.
واستناداً لأحكام الدستور وقانون الانتخابات العامة، تنتهي المهلة المحددة لمن يرغب بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية يوم الأربعاء في 28 من نيسان الجاري.
وتنص المادة 30 من قانون الانتخابات العامة، الذي أعده النظام، على أنه يشترط في المرشح لمنصب رئيس الجمهورية في سوريا أن يكون متمّماً الأربعين عاماً من عمره، وأن يكون متمتعاً بالجنسية السورية بالولادة من أبوين متمتعين بالجنسية العربية السورية، وألا يكون متزوّجاً من غير سورية، كما يحتاج لقبول ترشيحه أن يجمع تأييد خمسة وثلاثين عضواً على الأقل من أعضاء مجلس الشعب.
وستنظم الانتخابات الرئاسية السورية وفق دستور العام 2012، الذي تنص المادة 88 منه على أن الرئيس لا يمكن أن ينتخب لأكثر من ولايتين كل منهما سبع سنوات، لكن المادة 155 توضح أن ذلك لا ينطبق على الرئيس الحالي، إلا اعتباراً من انتخابات العام 2014.
الأمم المتحدة:انتخابات الرئاسة السورية ليست ضمن العملية السياسية
قالت الأمم المتحدة، الأربعاء، إن انتخابات الرئاسة التي سيجريها نظام الأسد الشهر المقبل “ليست جزءا من العملية السياسية”، مشددة على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للصراع.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الناطق باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، بحسب وكالة الأناضول.
وكان دوجاريك يرد على أسئلة الصحفيين بشأن موقف الأمين العام أنطونيو غوتيريش من إعلان النظام إجراء الانتخابات الرئاسية في 26 من أيار المقبل، وإعلان رئيس النظام بشار الأسد الترشح فيها.
وقال الناطق: “بالنسبة إلينا، نرى أن هذه الانتخابات ستجري في ظل الدستور الحالي، وهي ليست جزءا من العملية السياسية، والأمم المتحدة غير منخرطة في هذه الانتخابات، ولا يوجد تفويض لنا بذلك”.
وأضاف: “نحن مستمرون في التأكيد على أهمية التوصل إلى حل سياسي للصراع، وأود التأكيد هنا على حقيقة مفادها أن قرار مجلس الأمن رقم 2254 يمنحنا تفويضا بتسهيل عملية سياسية تبلغ ذروتها بإجراء انتخابات نزيهة وحرة وفقا لدستور جديد، وتحت رعاية أممية”.
ويأتي قرار إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا بالرغم من تواصل النزاع العسكري في البلاد منذ أكثر من 10 سنوات، وعدم وجود أفق لحل سياسي مع فشل جميع المفاوضات بين المعارضة والنظام، وتحول أكثر من 10 ملايين من السوريين إلى لاجئين أو نازحين، إضافة إلى أن نحو 40 في المئة من مساحة البلاد خارج سيطرة النظام.
وجرت العادة على أن ينجح رئيس النظام بشار الأسد في جميع الانتخابات، التي تعتبرها المعارضة صورية، والتي خاضها منذ توليه السلطة (عام 2000) وريثا لوالده حافظ الأسد بنسب تفوق 88 في المئة.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا