يسود التوتر بين قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية في منطقة تل رفعت وعموم القرى والبلدات التي تسيطر عليها الأخيرة في ريف حلب الشمالي، وتخشى وحدات الحماية من استثمار فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا في الوضع الراهن وإطلاق عملية عسكرية نحو المنطقة التي لطالما هددت بإطلاقها خلال السنوات الأربع الماضية.
وقال مصدر عسكري معارض ل”المدن”، إن “الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني قصفوا تجمعات ميليشيا الوحدات في البيلونة وعين دقنة وذلك عقب حشود عسكرية استقدمتها الأخيرة إلى المنطقة بهدف شن عملية عسكرية جديدة على محاور مرعناز وكفر خاشر، وهما المحوران الأكثر سخونة في المنطقة”.
ونقل مكتب أعزاز الإعلان عن مصادر عسكرية في الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني أن “الفصائل رصدت تجمعاً لعشرات الآليات العسكرية عند مدخل تل رفعت الشمالي وطريق عين دقنة، وقد تم قصفها بشكل مركز بالمدفعية وأجبرت على الانسحاب من الموقع”، مؤكدة استعداد “الجيش الوطني” للتصدي لأي عملية عسكرية مفاجئة.
وبدأ القصف يتصاعد في الجبهات بين “وحدات الحماية” والفصائل المعارضة منذ بداية شهر أيار/مايو. وكثّفت قواعد الجيش التركي المنتشرة قرب الجبهات الساخنة من قصفها على مواقع الوحدات، كما شهدت الفترة ذاتها تحركات عسكرية غير مسبوقة من جانب الفصائل والجيش التركي.
على الجانب الآخر كان استنفار “وحدات الحماية” أكثر حدة من ناحية حشد التعزيزات العسكرية، حيث نقلت القسم الأكبر من أعدادها وعتادها الحربي من المواقع والمعسكرات الخلفية إلى الخطوط الأمامية شمال وشرقي تل رفعت.
وقال الناطق باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود ل”المدن”، إن “احتمال إطلاق عملية عسكرية ضد مليشيات وحدات الحماية في تل رفعت وغيرها من المناطق قد يتحقق في أي وقت طالما كانت الظروف مناسبة لإطلاقها، فهناك أراضٍ مغتصبة وقوى معادية تواصل تصعيدها وقصف المناطق الآمنة”.
من جهته، يقول المحلل العسكري العقيد أحمد حمادة ل”المدن”، إن “شنّ معركة على تل رفعت قد يكون بديلاً عن التوافقات السياسية بين تركيا وروسيا”. وأضاف أنه “لا يمكن بطبيعة الحال استبعاد كافة الاحتمالات بما في ذلك إمكانية خوض المعارضة معركة ضد الوحدات بهدف السيطرة على تل رفعت وجزء من مناطق سيطرتها، والهدف ربما إبعاد نيران مليشيا الوحدات عن المناطق المدنية ذات الكثافة السكانية العالية، وحشرها في نطاق جغرافي أصغر يسهل التحكم به وترويضه”.
يرجع التوتر بين قوات النظام والوحدات إلى مجموعة من العوامل، أهمها التلميح الروسي الى إمكانية التنازل عن تل رفعت وباقي قرى سيطرة الوحدات لصالح المعارضة والجيش التركي.
وكانت الوحدات قد تلقت الرسالة المفترضة أثناء الانسحاب المؤقت للقواعد العسكرية الروسية في ريف حلب في نيسان/أبريل، وما تبع ذلك من تطورات كرفع الأعلام الروسية إلى جانب رايات بيضاء فوق مقرات قوات النظام في الشيخ عيسى ومحيط مطار منغ وفي تل رفعت، وكأنها إشارة إلى أن هذه مواقع حيادية لا دخل لها بالمواجهة، كما تسهل على المعارضة والجيش التركي انتقاء الأهداف.
وتزايد التوتر بين الطرفين بعد أن عمدت قوات النظام وبشكل خاص “الفرقة الرابعة” إلى إغلاق مناطق سيطرة الوحدات بريف حلب والتي تطلق عليها اسم مناطق الشهباء، وطوقتها بمزيد من الحواجز العسكرية، بالإضافة الى التوتر والتصعيد المتبادل في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية وبني زيد داخل مدينة حلب، والتي تسيطر فيها الوحدات، وأثّرت أحداث القامشلي على العلاقة بينهما في حلب وريفها الشمالي.
المصدر: المدن